د عدنان لفتة
يتسابق لاعبو الشرطة هذه الأيام لاستثمار فرصة تأريخية ساقتهم الأقدار إليها بالتواجد في المربع الذهبي لكأس الأندية العربية، فرصة صنعتها إرادتهم ومستوياتهم وشجاعتهم، اجتازوا فيها حواجز الصفاقسي التونسي ومواطنه الترجي والسد القطري زعيم أندية آسيا. فاجؤوا الجميع بحضورهم اللافت ومرورهم الواثق إلى نصف نهائي البطولة العربية لكبار أندية آسيا وأفريقيا.
لم يتوقع أحد بلوغهم الدور الثاني بناء على تجارب مريرة سابقة أغمضنا فيها العيون عن هول هزائمنا ومغادرتنا السريعة للبطولة بلا أثر يذكر!.
اليوم.. يقف الشرطة وحيدا بين ثلاثة أندية سعودية عملاقة هي النصر والهلال والشباب، في الخطوة قبل الأخيرة لموقعة اللقب، لا يرشحهم أحد للتغلب على النصر السعودي وهذا عامل يخفف الضغوطات عن اللاعبين ومدربهم الشاب أحمد صلاح، الجمهور العراقي يفخر بهم وبنتائجهم الملهمة، حققوا سقفا عاليا من الطموحات في هذه البطولة ومعنوياتهم في كبد السماء .
الضغوطات كبيرة على النصر المدجج بأبرز النجوم العالميين ( الأسطوري كريستيانو رونالدو، السنغالي ماني، الكرواتي بروزوفيتش، البرازيلي تاليسكا ...إلخ).
الأرقام في البطولة العربية تدعم النصر: أقـوى هجوم في البطولة، أعـلى معـدل استحـواذ، الأكثر تسديـدا على المرمى، رونالدو هدّاف البطولة، تاليسـكا الأكثر صـناعة، أليكس تيليس الأكثر صناعة للفرص، مارسيلو بروزوفيتش الأكثر تمريـرًا .
أبناء العراق يعرفون ذلك الواقع ولا يقفزون عليه لكنهم يؤمنون بفرصهم، يؤمنون بأن كرة القدم لا تعترف بالأسماء بل بالعطاء، لا تعترف بسيل الأموال بل بصراع الميدان.
لن يكتفي لاعبو الشرطة بتسجيل اللحظات التاريخية والتقاط صور الذكريات لأنفسهم مع الأسطوري كريستيانو، هم يريدون أن يذكروه بحفظ اسم الشرطة والعراق جيدا، وأنهم لن يكونوا الحمل الوديع في مواجهته بل يعملون على إحباطه وهزيمته في موقعة الأربعاء.
الاختبار الأصعب لأحمد صلاح في كيفية إيقاف النصر الذي يقوده البرتغالي المحنك لويس كاسترو، يحتاج إلى قراءة واعية للمنافس السعودي الأقوى ونجومه الأفذاذ، يحتاج إلى أدوات مناسبة تنفذ الواجبات المرسومة لهم ولا يتعرضون للاهتزاز أو الهوان في المباراة القوية، يحتاجون إلى أن يثقوا بأنفسهم وبقدرتهم على الفوز، المباراة محفزة لهم يراقبها العالم بأسره ليكتبوا بها أسماءهم بحروف من ذهب.
إنه يوم ملحمي للحارس أحمد باسل وعناصر النجاح أحمد يحيى وأمير صباح والوفي فيصل جاسم الضاغط على جروح وفاة والده للاستمرار في الواجب الوطني، والأبرز أحمد فرحان وأسو رستم وعلاء عبد الزهرة وأوراق الاحتراف الذهبية: عبد المجيد أبو بكر، وفهد اليوسف، ومحمود المواس، وإدريسا.
الشرطة على موعد مع التاريخ لتحقيق أغلى إنجازاته في بلوغ المباراة النهائية كخطوة تعزيزية للقبه الأول قبل 41 عاما .
لا تخشوا شيئا وقدموا كل ما لديكم، أنتم فخرنا وزهونا، أنتم تشرفون اسم بلدنا الحبيب وتكتبون أياما لا تنسى من ملاحم أبناء الرافدين في إعادة الهيبة لكرتنا بحروف المجد الذي يليق بكم.