شعراء الفساد

ثقافة شعبية 2023/08/10
...

كاظم غيلان 



استعدت وقائع ذاكرتي لتلك الأيام المريرة التي عشتها في خضم جائحة كورونا، إذ استعنت بما متوفر من وسائل اتصال للتعرف أكثر على حقيقة مايجري، وكانت الاجابات جميعها تتفق على أن بلدان المختبرات التي ارتكبت تلك الجريمة_ الجائحة سوف لن تكون بمنأى عنها بل وأكد لي معظم الأصدقاء إنها الحرب البيولوجية التي من حق البلدان المصنعة لها أن ترفع شعارنا العراقي: ( عليّ وعلى أعدائي) إلا أنني تأكدت من صحة ماسمعت وأنا أنتهي من قراءة لمخطوطة الروائي سلام عبود ( الشاهرامه)، فصفحاتها تكشف بلغة الرصد والوقائع تفاصيل مذهلة _ مرعبة عما عشته في تلك الأجواء من رعب وكوابيس وأنا المواطن العراقي المغفل .  

أعود لما ذكرت قبل أسطر،انها حرب فتاكة لن يسلم منها حتى من تسبب بها .

ولأننا نعيش أيامنا هذه التي تضج بفضائح الفساد الذي ضرب كل مناحي حياتنا ، ولا تقولوا الثقافة بمعزل فلربما تتصدر على مستوى الفضائح .

في نظام محاصصة غارق بالفساد يتنامى شراء وبيع الذمم وحسب تسعيرة المسؤول  الفاسد .

هكذا نظام لاتعتمد اختياراته في مفاصل الإعلام عناصر كالكفاءة والنزاهة والإبداع بقدر ما تعتمد التفاهة والسذاجة والطاعة العمياء لأسياد الفساد فماذا ستصنع وتسوق هذه 

العناصر؟

انها ومن دون ايما شك ستفعل بكل مابوسعها على إفساد ذائقة الناس والا ماذا يعني الاطلالات القرقوزية المقرفة عبر برامج خالية إلا من 

الرثاثة .

وبقدر ما سجلت ادانات تاريخية لعدد غير قليل من مثقفين عرب وعراقيين لمجرد حضورهم مؤتمرات ثقافية رفعت برقيات التأييد والولاء لصدام حسين في ظل ممارساته المستمرة لقمع شعبه ستسجل ادانات أشد لمن انشدوا بفعاليات رعاها ويرعاها ويمولها من مارس الفساد الذي لايقل خطورة عن القمع فكلاهما صنعا ( النصر) انتقاما من قيم 

الإبداع .

انه ولمن المضحك أن يبرر لك شاعر ينشد في حضرة مسؤول فاسد بأنه كان ينشد من أجل العراق !! لعله عذر أقبح من فعل.

لننتظر عودة وباء الفساد  على رؤوس مؤسسيه .