يدهشك أنَّ في تاريخنا العربي والإسلامي مفكرين سبقوا علماء النفس في تشخيصهم لمكونات الشخصيَّة وأساسيات بنائها، من بينهم (الحسن بن أبي الحسن الديلمي) في كتابه: (إرشادُ القُلوب إلی الصّواب المُنجی من عَمَل به مِن ألیم العِقاب)، المشهور (بإرشاد القلوب، أو إرشاد الديلمي) والصادر في القرن الثامن للهجرة. موضوع الكتاب تحديداً هو (الأخلاق)، يحتوي على خمسة وخمسين باباً في المواعظ والنصائح الأخلاقيَّة من القرآن الكريم والسنة النبويَّة وبلاغة الإمام علي بن أبي طالب.اللافت فيه أنَّ المؤلف ذكر في تقديمه لكتابه أنّ ما دفعه لكتابة كتابه هذا هو خضوع بني البشر لشهواتهم، وانشغالهم بدنياهم عن آخرتهم، وقال بالنص: (أمّا بعد فإنّه لمّا استولى سلطان الشهوة والغضب على الآدميين، ومحبة كلّ منهم لنفسه، واشتغاله عن آخرته ورمسه، عملت هذا الكتاب). ترى ماذا سيكتب (الحسن بن أبي الحسن) عن الأخلاق لو أنَّه عاشَ الآن في عصر
السوشيال ميديا؟ـ