العمل الاحترافي

الرياضة 2023/08/10
...

علي حنون



نَقفُ على يَقين، بأن رياضتنا، وفي أغلب فعالياتها، لن تَقوم لها قائمة، في ظل السياسة الحالية، التي تعتريها الكثير من الإشكالات وتعترض مسيرة عربتها جملة من الحواجز، التي وبحكم الإخفاق في الخوض بالحلول الناجعة، أصبح أمر القفز عليها ليس بالهيّن، ولعل المُتفائلين هم أما أن يكونوا مُجاملين في عملية تَصحيح مَسار لا تَنفعُ فيها المُجاملة والمُحاباة، وأَما أن يكونوا جزءاً من منظومة بات شأن التغيير فيها مطلوباً جداً في حال حضر الإصرار وطبعت بصمات التفاؤل في جدار السعي من أجل الخلاص..كيف لرياضتنا النهوض ونحن لا نزال بعيدين عن تطبيق جوهر الفكر الاحترافي سواء في الإدارة أو في التخطيط، ونَسلُك - باستمرار- سُبل تَنفيذ (كلاسيكية) طُفيلية تَعتمد على المَعونة الحكومية، ميزانية للاستمرار والديمومة؟ وكيف لمَشاريعنا أن ترى الانجاز وهناك عديد الحواجز قائمة وليس في الأفق احتمالية انبلاج ضياء الأمل بغد أفضل؟.

كيف للأمور أن تَسير باتجاه النجاح وفي طريق تصحيح المسار ونحن مُكبلون بقيود الفشل؟، ويقينا لو كنا صادقين في إتباع سبل الأداء، التي تُعيننا في طرق أبواب الفلاح لسَرنا على هدى الفكر الاحترافي في عمليات التسويق والتمويل والتطوير الإداري، لو كنا مُتحمسين فعلاً وصادقين لعملنا على تحويل الأندية إلى شركات مُساهمة تُموّل نفسها ويَحق لأعضاء الهيئة العامة والآخرين، شراء الأسهم فيها، لو أردنا تحقيق قفزة ايجابية في هذا الجانب، لحولنا، فعلاً وليس قولاً، صلاحيات وزارة الشباب والرياضة، إلى المديريات في المحافظات، وجعلنا الحكومات المحلية تَأخذ دورها في تنفيذ المشاريع وإدامتها واستثمارها، ولو نَشدنا التفوق لاعتمدنا على شركات التنظيم والتسويق ولعمدنا الى إشراك الكوادر الإدارية في الاتحادات والأندية في دورات التطوير والتمكين بهدف تَجديد المعلومات وإحاطتهم بالمُستجدات في جانبي الإدارة والعمل التنظيمي، وهي غاية تعكس عندما نعمل عليها، حرصنا وطموحاتنا التي ستأخذ بنا الى الأمام.

ولطالما كنا بعيدين عن هذا المنوال – فكراً وسلوكاً - وليس هناك من دوافع مهنية حقيقية تُؤطر رؤانا تجعلنا نخوض في ملفات البحث عن معايير التوفيق بمهنية، فان العمل سيبقى ولفترات قادمة أسير الأفكار الجامدة، التي لا يُمكن معها أن نذهب الى الأمام أو نأتي بجديد يُؤشر تقدماً لنا في العمل والتخطيط..مشكلتنا وفي أغلب المفاصل، أننا نقف على أرضية لا تقبل التحرك ولا تتقبل الحالات المُتغيرة وهي حال لن نُغادرها طالما أن جل القيادات في الوسط الرياضي لا تنظر الى الأهداف العامة بقدر نظرتها المسلطة على المصالح الخاصة..وبلا ريب أن تفكيرنا في هذا الاتجاه لا يمت الى التشاؤم، وإنما يعتمد القراءة المهنية للواقع، الذي يُسيّر رياضتنا التي باتت تعيش في أغلب مفاصلها حالات ضعف كبيرة ووهن مُستدام مع غياب ملحوظ للحلول وضبابية كاملة نظير تغليب عديد القيادات الرياضية للرؤية الشخصية على إصابة الأهداف العامة، وهذا سهم قاتل علينا أن نتفاداه بالتعاون وتقبل تقييم المعنيين وشركاء الانجاز لان هذه هي الطريقة المُثلى لإصابة التوفيق والعودة الى جادة النجاح.