وضعت الحواجز والملصقات الاعلانية حول حقول أزهار التوليب في هولندا في محاولة لمنع الأعداد المتزايدة من السياح من سحق الزهور بهدف التقاط صور "السيلفي"، بعد أن شوهدالبعض وهم يتقافزون فوقها ليحصلوا على اللقطة المثالية، أو الاستلقاء وسط الحقل ما يؤدي الى إتلافها.
كان سايمون بيننيغز، أحد مزارعي التوليب قرب بلدة نوردفايكرهاوت، في الجنوب الغربي من هولندا، هو أول من فكر بوضع حاجز في حقل التوليب خاصته، وخط عليه شعار الحملة التي يقودها، والمدعومة من قبل هيئة السياحة المحلية، الذي يقول "استمتع بالأزهار، واحترم فخرنا". يتحدث بيننيغز عن السياح بقوله: "هم أناس لا مبالين، نستقبل مجاميع كثيرة منهم، وهو أمر نجده ممتع وجميل للغاية، لكنهم يتسببون بسحق واتلاف كل شيء ونحن بتنا نعاني نتيجة ذلك" مضيفا أنه "في العام الماضي، كان لدي قطعة أرض بلغت الأضرار التي لحقت بها 10 الآف يورو (أي ما يعادل أكثر من 11 الف دولار أميركي)، فقد سحقوا كل شيء ليلتقطوا السيلفي فقط".
أما نيكول فان ليشوت، من مكتب السياحة المحلي، تقول ان مجموعة مكونة من 40 "سفيرا" هم اعضاء فريق تطوعي من مرشدين سياحيين وفلاحين متقاعدين، يسعون لتوعية الزوار حول تأريخ حقول التوليب. "أعتقد بأن السياح يظنون أن الحقول أعدت لهم، وكل منهم يحاول التقاط سيلفي مثالي وهو يستلقي أو يرقص بين الازهار" مضيفة
"لا نريد إبعاد السياح، لكن عليهم التقاط الصور على حواف الحقل وليس فوق ازهاره".لذلك، أعدت هيئة السياحة الهولندية، دليلا بـقواعد السلوك (إفعل ولا تفعل) لالتقاط السيلفي.
ارتفع عدد الزوار السنوي لحديقة كوكينهوف، التي تمتد على مساحة تبلغ 79 فدانا، من 800 الف الى حوالي مليون ونصف زائر خلال السنوات الست الماضية. وصف مدير الحديقة، بارت سيميرينك، تصرف السياح بأنه "غير مقبول من قبل سكان ورجال الاعمال في المنطقة". ان ظاهرة صور السيلفي للسائح ليست بالجديدة، فقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز، في الصيف الماضي، تقريرا حول عائلة بوغل، التي سمحت للزوار بالتجول داخل حقل زهرة عباد الشمس الفارعة الذي افتتحته في اونتاريو، لتسارع بعد مرور ثمانية أيام فقط لاغلاقه، ملقية باللوم على مصورين هواة اقدموا على سحق الازهار للحصول على أفضل صورة سيلفي.
*صحيفة الغارديان البريطانية