الشرطة المجتمعيَّة ترصد تزايداً في العنف الأسري

الأولى 2023/08/12
...

  بغداد: هدى العزاوي 


حذّر خبراء ومختصون من العلاقة الطرديَّة الحاكمة التي تربط ما بين انتشار المخدرات وخصوصاً بين الشباب وتنامي حالات العنف الأسري في المجتمع العراقي، وبيّن المختصون أنَّ انتشار آفة المخدرات تسبَّب بحدوث حالات طلاق وتفكك وازدياد بجرائم العنف داخل الأسرة الواحدة، داعين إلى تنفيذ حملات توعوية وإصلاحية داخل المجتمع وتحديداً بين الشباب لتقليل مخاطر الانجراف نحو ظاهرة المخدرات.

وقال عضو لجنة العمل ومؤسسات المجتمع المدني النيابية، ريبوار ارحمن، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "المخدرات تدخل ضمن محاولات الترويج الفردي لاستهداف أفراد المجتمع وخاصة الشباب، والتي أدت مع الأسف إلى بروز الكثير من حالات العنف الأسري، وتزايد في حالات الطلاق، فأصبحت سبباً رئيساً للعنف الأسري".

وأشار إلى أنَّ "المسؤولية الكبيرة تقع على الحكومة عموماً وعلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية خصوصاً للوقوف بوجه كل هذه الظواهر، وذلك عن طريق التوعية الأسرية وإقامة الكثير من الدورات التدريبية والمهنية من أجل إيجاد فرص العمل للشباب، والتوعية بشأن خطورة المواد المخدرة وتأثيراتها في مستقبل المجتمع".

من جانبه، قال مدير الشرطة المجتمعية العميد غالب العطية، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "هناك علاقة طردية بين انتشار المخدرات وظاهرة العنف الأسري والعنف بمختلف أنواعه"، وأضاف أنه "كلما زادت حالات انتشار المخدرات تعود بتأثير سلبي على مختلف مناحي الحياة الاجتماعية، خاصة في ما يتعلق بالعنف ضد الأطفال والنساء وانتشار العنف بصورة عامة".

وبيّن أنَّ "هناك عوامل أخرى تكون سبباً في انتشار العنف الأسري بصورة عامة ولا يمكن غض البصر عنها، منها انتشار البطالة والفقر ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعود بشكل سلبي على أفراد المجتمع في بعض الأحيان".

وأضاف أنَّ "الشرطة المجتمعية ومن خلال الدراسات والإحصائيات توصلت إلى أنَّ أحد أسباب تزايد حالات العنف ارتفاع درجات الحرارة، إذ تزداد حالات العنف الأسري في حزيران وتموز ضعف ما تكون عليه بقية الأشهر الأولى من السنة".

وأوضح أنَّ "الشرطة المجتمعية تعمل على إشاعة الثقافة الوقائية وزيادة الوعي ونشر التربية الصحيحة، لافتاً إلى أنَّ "جميع حالات الرصد من قبل الشرطة المجتمعية مبنية على ثقافة الإبلاغ"، مؤكداً أنَّ "الشرطة المجتمعية تتلقى يومياً الكثير من البلاغات والمناشدات التي على إثرها يتم التحرك".

وترى المتخصصة في علم النفس الدكتورة حنان جمعة أنَّ "وجود بلد خالٍ من المخدرات حلم لا يمكن تحقيقه، وهناك علاقة كبيرة بين المخدرات والعنف، وبوجود تلك المشكلة يتطلب الأمر الإجابة عن كيفية معالجة المدمن بما يحصل من تدمير لنفسه ولمن حوله، وكأنه بذرة تتحول إلى شجرة تطرح الفساد في الأرض، ومن هنا يجب أن نبين ضرورة الفصل بين الأضرار على الفرد ذاته جسمياً ونفسياً وأضرارها على المجتمع ككل".

وأوضحت الأخصائية لـ"الصباح"، أنَّ "من أضرار المخدرات ما يجري على القوى العقلية وعلى الإدراك والتذكر وغيرها من المهارات التي ترتبط مباشرة بالقوى العقلية، وأنها تؤثر تأثيراً مباشراً في عمل وظائف المخ، إذ نجد أنَّ المخ يعتاد على وصول هذه المواد إليه تدريجياً، وبالتالي أصبحت تتدخل في عمل المخ، وهنا يختل دور المخ كلياً، ولهذا نجد المتعاطي يحدث له نوع من ضمور الخلايا العصبية للمخ".

وبينت أنَّ "المخدرات بالتالي أصبحت لعنة تصيب الأفراد، ومن أضراها على الأسرة أنه عندما يكون المدمن تحت تأثير الجرعة يتسلط بطريقة عدوانية تجاه أفراد أسرته، وقد يرتكب جريمة داخل الأسرة ترتبط بانقطاع الجرعة ويسلك طريق العنف من شدة الأعراض أيضاً".

وأضافت جمعة أنه "من ناحية أخرى فإنه يكون شخصية مضادة للمجتمع ولهذه المواد أكثر من طريقة تجعل الشخص عدوانياً تجاه أسرته، أولها المشكلات السلوكية بأنه تغير وأصبح مختلفاً كأنه شخص ثان ليس سوياً، عنده حالة هياج نتيجة الأعراض الذهانية المتمثلة بالشك والهلوسة، فيقدم على قتل أبيه لأنه يعتقد أنَّ والده قد يقتله أو يقتل زوجته لأنه يشك في سلوكها، ونتيجة هذه الهلوسات قد يؤذي الآخرين من حوله ويقوم بتصرفات تتنافى مع قيم المجتمع بسرقة مدخرات الأسرة أو أعمال منافية للآداب حتى يحصل على المال اللازم لشراء المخدرات".


تحرير: محمد الأنصاري