في ألبانيا الأوروبية .. مياه أورهيد تخفي آثار أقدم قرية

استراحة 2023/08/13
...

 لين: (أ ف ب)

تحتاج الدراسات العلمية وعمليات التنقيب سنوات عدة لتتوصّل إلى نتائج كشفت المياه الألبانية لبحيرة أوهريد سراً مهماً، إذ تخفي بقايا أقدم قرية محاذية لبحيرة جرى اكتشافها حتى اليوم في أوروبا، وأجرى مختبر تابع لجامعة برن السويسرية أخيراً تأريخاً بالكربون المشع لعينات استُخرجت من هذا الموقع المكتشف قبالة سواحل شبه جزيرة لين الصغيرة، بيّنت نتائجها أن الموقع يعود لفترة تراوح بين العامين 6000 و5800 قبل الميلاد.
ويقول عالم الآثار ومدير الأبحاث في جامعة برن ألبرت هافنر، في حديث إلى وكالة فرانس برس، “على حد علمنا، إنّ القرية المحاذية لبحيرة لين هي الأقدم في أوروبا، فهي أقدم بمئات السنين من مناطق مماثلة اكتُشفت حتى اليوم” في البحر الأبيض المتوسط ومنطقة جبال الألب.
ويشارك هذا الأستاذ منذ أربع سنوات في إدارة عمل فريق من علماء الآثار الألبان والسويسريين يقومون بأعمال تنقيب في المياه الزمردية لبحيرة أوهريد، التي تتشاركها ألبانيا مع مقدونيا الشمالية وتشكل أقدم بحيرة في أوروبا فيما أدرجتها اليونسكو على قائمتها للتراث العالمي.
وتشير التقديرات الأولى إلى أنّ القرية المحاذية للبحيرة في منطقة البلقان قد يكون أقام فيها في الماضي بين 200 إلى 500 شخص، وبمساعدة غواصين محترفين، يواصل علماء الآثار التناوب على النزول إلى قاع البحيرة لاستخراج بقايا متحجرة، بينها خصوصاً قطع من خشب البلوط، ويُفترض أن يتيح تحليل لحلقات نمو هذه الجذوع بواسطة أسلوب التأريخ الشجري، الحصول على “معلومات قيّمة عن الظروف المناخية والبيئية” آنذاك وعن الحياة اليومية لسكان هذه القرية.
ويقول هافنر “إنّ البلوط بمثابة ساعة سويسرية، وهو دقيق جداً كالرزنامة” بينما يوضح أناستاسي “لفهم تكوين هذا الموقع من دون المس به، نتقدّم في عملنا ببطء وحذر”، مع العلم أنّ الغطاء النباتي الكثيف لا يسهّل هذه الأعمال.
توفّر كل عملية نزول إلى قاع البحيرة معلومات قيّمة لإعادة ابتكار الهندسة المعمارية للمساكن والتوصّل إلى تفاصيل حياة القرويين الذين قد يتبيّن أنهم من بين أوائل السكان المستقرين في القارة الأوروبية، بحسب أناستاسي وفي عملية غوص أجراها أخيراً الباحث ألباني في علم الآثار تحت الماء كريستي أناستاسي، عُثر على كمية كبيرة من المواد الأثرية والسيراميك وبقايا أدوات من الصوان على عمق أربعة أمتار.