إحسان المرسومي 

لم يفهم التصريح الذي أطلقه مدرب منتخبنا الأولمبي راضي شنيشل بشأن إلغاء معسكر مصر والاستعاضة عنه بمعسكر داخلي، مع خوض عدد من المباريات التجريبية في البصرة قبل أن يتوجه من هناك إلى الكويت لخوض غمار التصفيات التمهيدية المؤهلة إلى المنافسات النهائية المؤدية إلى أولمبياد باريس 2024.

 شنيشل عبر عن امتعاضه في تصريحه الأخير لوسائل الإعلام بسبب إلغاء معسكر مصر، لكنه استدرك حديثه بين السطور، عندما أكد أنه قدم منهاجه التحضيري لأولمبياد باريس قبل سنة من الآن، وبالتالي فإنه بهذا التصريح قد رمى الكرة بحضن اتحاد الكرة والمشرف على المنتخب المسؤول عن ترتيب المعسكرات وتنفيذ خطط المدرب . 

لم يتفاد الاتحاد الجديد أخطاء الماضي والاجتهادات الآنية والفردية التي كانت عادة ما تنتهي بكوارث إدارية، بالرغم من موجة الإصلاحات التي ينادون بها، وكان الأجدر باتحاد الكرة أن يستبق الأمور باتخاذ خطوات دبلوماسية بمفاتحة الخارجية العراقية في مسألة الحصول على فيزا الدخول إلى الأراضي المصرية التي عانت منها وفودنا الرياضية كثيرا خلال الفترة المنصرمة، والتي يمكن تجاوزها خلال الزيارات واللقاءات العديدة التي تجري بين مسؤولي البلدين، واستحصال استثناءات في أقل تقدير لتسهيل دخول الوفود الرياضية . 

ونضم صوتنا هنا إلى صوت المدرب شنيشل الذي أوضح أيضا أن منهاجه التدريبي سيتماشى مع المستجدات والأحداث الأخيرة، وإقامة معسكر داخلي في بغداد، وآخر في البصرة، مع إمكانية خوض عدد من المباريات التجريبية مع منتخبات السودان وعمان وسوريا، وبالتأكيد فإن اختيار البصرة معسكرا للمنتخب الأولمبي برأينا المتواضع هو أفضل من الذهاب إلى مصر لإقامة معسكر تدريبي مع احتمالية خوض عدد من المباريات التجريبية، لأن أجواء البصرة أولا مشابهة إلى أبعد الحدود مع الأجواء الكويتية، وبالتالي فإن التعود على الطقس الحار سيكون متاحا للفريق أفضل من ذهابه إلى مصر .

 إن تجارب الفشل الإداري التي تعاني منها منتخباتنا تبقى أزلية، وينبغي ألا تمر مرور الكرام على رأس الهرم الكروي أول المنادين بالإصلاح، فكيف إذن سيتعامل رئيس الاتحاد مع موضوع الإخفاق باستحصال سمة الدخول إلى  مصر  ؟. 

ألم يكن من المفروض زج أعضاء الاتحاد والكوادر العاملة في دورات إدارية متقدمة، بدلا من هذه الأخطاء الساذجة التي تنم عن عدم فهم العمل الإداري؟ .