بغداد: عباس رضا الموسوي

لطالما استوقفتني الكتابات التي يخطها البعض من السواق على الجانب الخلفي لسياراتهم خصوصا انها خليط من (التدين - الغزل - المواعظ - الشعر - الغرابة .. الخ) فبعضهم يستخدم آيات قرآنية او أحاديث نبوية او أمثالاً شعبية تحصن سيارته من الحسد (الحاسود بعينه عود)، والبعض الآخر يكشفون لمن يسيرون خلفهم عن قصص حبهم الفاشلة متهمين فتاة أحلامهم بالخيانة وكأنهم الملاك (خاينه وما تسوين) وعلى هذه الشاكلة يخط كل منهم العبارات التي يراها هي الأقرب إلى وجعه ومعاناته وأمانيه .

ولكن ثمة عبارات لا تخلو من الطرفة التي تدل على روح المرح لدى صاحب المركبة مثل (بر الوالدين أهم من أمك وابوك) وعبارة أخرى لا تقل غرابة مثل (هاكثر ما خنتكم صرت اشوفكم تخونون) و اخرى (الستوتة من تكبر تصير 

بهبهان) . 

ويقول مهدي صالح الياسري : «لقد كنت أمتلك عربة وحصانا عندما هجرتني حبيبتي وتزوجت من غيري فكتبت على العربة (رايدتك اخو) وهي جملة الوداع التي نطقت بها وذهبت لذلك بقت هذه العبارة معي طيلة 25 سنة تقريبا أكتبها على كل سيارة امتلكها». 

من جانبه يشير الإعلامي عيسى الكعبي :»أن أغلب العبارات التي يخطها أصحاب المركبات تعكس أفكارهم وما يشغلهم في هذه الحياة لذلك أراها ثقافة اجتماعية ذات وجهات مختلفة وأكد وجود علاقة قوية بين صاحب المركبة والعبارة التي يزين بها مركبته».