بغداد وباريس توقعان {وثيقة تعاون ستراتيجي} متعدد المجالات
العراق
2019/05/03
+A
-A
بغداد / الصباح
أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أن العراق يتطلع الى حضور الشركات الفرنسية الكبرى للمشاركة في إعادة الاعمار، مشيراً الى أن العراق يقدر الدور الذي لعبته باريس في محاربة الإرهاب، وبين عبد المهدي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من باريس، أمس الجمعة، أنه تم إنضاج خارطة طريق لعلاقات ستراتيجية مع فرنسا في جميع المجالات، ووقع وزيرا خارجية العراق وفرنسا بحضور عبد المهدي على “وثيقة تعاون ستراتيجي” متعدد المجالات بين بغداد وباريس، ووضع آليات عملية لتنفيذها.
مؤتمر صحفي مشترك
وقال عبد المهدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون في قصر الإليزيه بباريس أمس الجمعة: إنه “ تم انضاج خارطة طريق لعلاقات ستراتيجية مع فرنسا في جميع المجالات سواء كانت سياسية واقتصادية وعسكرية، وسيتم رفع مستوى العلاقات مع فرنسا”، وأوضح، “لقد اتفقنا مع فرنسا على مبادئ عامة ولكن تفصيلاتها ستكون مهمة وفاعلة في طبيعة العلاقات بين البلدين كما التقينا مع كبريات الشركات الفرنسية ونحرص على حضور هذه الشركات في المرحلة المقبلة”.
وفي الشأن الأمني، أكد عبد المهدي، ان “داعش ما زال يريد ارباك المنطقة، وإن أي انحراف في محاربة هذا التنظيم الإرهابي سيخلق ثغرة في المجتمع”، مؤكدا انه “بوحدتنا وقوتنا سنتمكن من دحر الارهاب وإن العراق عمل سابقا مع فرنسا وسيعمل في المستقبل، فكما حاربنا داعش سمعا سنبقى كذلك”، وتابع: “لا تزال هناك خلايا كثيرة نائمة لداعش في العراق”، مؤكدا “ناقشنا ما يحصل على حدودنا مع سوريا واتخذنا رؤى مهمة جدا تخدم هذا الملف والجانب الفرنسي متعاون جدا”.
وبشأن العلاقة بين المركز والإقليم، أكد عبد المهدي، أن “العلاقة بين بغداد واربيل في افضل حالاتها والحوارات مستمرة في ما بيننا كعراقيين ومن يزور بغداد اليوم يشعر بحجم الاستقرار”، موضحا أن “الحكومة تركز في برنامجها على تعزيز الأمن وتطوير الاقتصاد بما يمكننا من استعادة دور بغداد دار السلام”.
حديث ماكرون
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي تطلع بلاده لإعادة إعمار العراق، قائلا: إن “طموحاتنا المشتركة مع العراق تشمل إعادة إعمار الموصل، وسنسهم في ذلك، وسنستثمر في إعادة إعمار العراق في قطاعات النقل والطاقة والزراعة”.
وأكد ماكرون دعم بلاده للعراق في مكافحة الإرهاب، إذ قال: “فرنسا تقف إلى جانب العراق في تعزيز قدراته على محاربة الإرهاب، وتدريب قواته، وستدعم العراق سياسيا وماليا، لأن استقرار العراق والمنطقة يهمنا ونريد عراقا ينعم بالأمن ويكون نموذجا للدول التي تمر بفترات انتقالية”. كما أعرب الرئيس الفرنسي، عن رغبة بلاده أن “يترأس العراق إلى جانبنا الخريف المقبل المؤتمر الدولي حول دعم ضحايا العنف الديني والعرقي في الشرق الأوسط”.
وثيقة تعاون ستراتيجي
والتقى عبد المهدي في العاصمة باريس وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، وجرى خلال اللقاء التأكيد على اهمية تطوير العلاقات التأريخية التي تربط البلدين الصديقين وزيادة التعاون في جميع المجالات.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته “الصباح”، بأن “عبد المهدي أعرب خلال اللقاء عن حرص العراق وشعبه على إقامة أفضل العلاقات مع فرنسا واستمرار التعاون في مجال مكافحة الارهاب ونتائجه وتعزيز قدرات القوات العراقية”، مشيداً بـ”وقوف فرنسا مع العراق في حربه ضد داعش ودورها في المجالات الانسانية والمساعدة بجهود اعادة الاستقرار ومساعدة النازحين، وأهمية استمرار التعاون ودعم توجهات الحكومة وخططها الاقتصادية والمساهمة في الاعمار والبناء وتشجيع الشركات الفرنسية على زيادة حضورها في العراق في ضوء الاستقرار الذي يشهده والحياة الطبيعية في جميع المحافظات”.
وأضاف البيان، أنه “جرى بحث دور العراق الاقليمي المتصاعد وعلاقاته المتنامية مع الدول المحيطة والتعاون الدولي في مجال مواجهة الارهاب وقضية المعتقلين من مجرمي داعش والعديد من القضايا التي تهم البلدين”.
من جانبه، عبر وزير الخارجية الفرنسي عن ترحيبه بـ”المستوى الذي بلغته العلاقات العراقية الفرنسية وبدور العراق وعلاقاته المتوازنة وانفتاحه على الدول العربية والمجاورة”، مؤكداً رغبة بلاده بـ”تطوير التعاون مع العراق ودعم الحكومة العراقية لتنفيذ برامجها وتلبية متطلبات الشعب العراقي كافة”.
وبحضور رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، اتفق وزير الخارجية محمد علي الحكيم ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان على “وثيقة تعاون ستراتيجي” مُتعدِّد المجالات بين بغداد وباريس، ووضع آليات عملية لتنفيذها.
وتهدف هذه الوثيقة، بحسب بيان للخارجية تلقته “الصباح”، إلى “إنفاذ المحاور الرئيسة للتعاون الثنائي على مستوى المشاورات السياسية، وتعزيز عمليات التبادل الدبلوماسي، وتطوير التعاون المؤسساتي في مجال الحوكمة، والتعاون العسكري، والأمني، وتطوير البرامج التدريبية المتخصصة، والملائمة في مجال مكافحة الإرهاب، والمساهمة في تنمية القدرات العراقية، وإقامة شراكات اقتصادية، وتبادلات تجارية، مما يؤكد عزم الجانبين على دفع علاقات التعاون في جميع المجالات؛ لترتقي إلى مستوى طموح البلدين”. وأعرب الحكيم بحسب البيان، “عن رغبة بغداد في تنشيط التعاون مع فرنسا، وتأكيد الالتزام المشترك بين البلدين”.
كما التقى رئيس الوزراء أيضاً، وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، حيث أجرت مراسم استقبال في مقر وزارة الدفاع في العاصمة باريس، وذكر بيان للمكتب الإعلامي، أن “الوزراء والمسؤولين الامنيين من أعضاء الوفد عقدوا مباحثات منفردة مع نظرائهم في الجانب الفرنسي”.
الشركات الكبرى
وبحث رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، مع رؤساء كبريات الشركات الفرنسية من مختلف الاختصاصات، مشاركتها في إعادة إعمار العراق، وفرص الاستثمارات في القطاعات كافة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته “الصباح”، أن “عبد المهدي استقبل في مقر اقامته في العاصمة الفرنسية باريس، رؤساء وكبار مسؤولي كبريات الشركات الفرنسية، لبحث فرص مشاركتها وزيادة حضورها في العراق، واستعراض خارطة الاستثمارات الواسعة في المجالات الاقتصادية والنفط والكهرباء والصناعة والنقل والاتصالات والبنى التحتية وفي مختلف المجالات والمحافظات العراقية”.
وأكد عبد المهدي، بحسب البيان، أن “العراق يتطلع الى زيادة حضور الشركات الفرنسية ومساهمتها في تطوير اقتصاده واعماره وتلبية احتياجاته المتنوعة في ظل الاستقرار غير المسبوق الذي يشهده ولما يملكه من فرص استثمارية وطاقات بشرية هائلة وأيد عاملة الى جانب انفتاحه على محيطه الخارجي”.
وأشاد عبد المهدي، بالشركات الفرنسية والخبرات التي تتمتع بها وما يوفره تواجدها من فرص عمل واسعة، مؤكدا “استعداد الحكومة لتوفير متطلبات العمل والبيئة الاستثمارية المناسبة امامها”.
وأوضح البيان، أن “اللقاء شمل رؤساء شركات (توتال، تاس، اليستوم، ADP، وايرباص) الفرنسية، الذين أعربوا عن اهتمامهم بتوسيع النشاط الاستثماري في العراق في ظل استقراره السياسي والاقتصادي والفرص الكبيرة المتاحة لتنافس الشركات الفرنسية بمختلف اختصاصاتها”.
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قد وصل الى العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول الخميس، قادما من ألمانيا التي شهدت توقيع اتفاق خارطة طريق لتطوير قطاع الكهرباء في العراق بالتعاون مع شركة “سيمنس”
الالمانية.