مصطلحات عاميَّة عند الحاجة

ثقافة شعبية 2023/08/24
...

 كاظم الحسن                                                                           

قد تكون مقولة "الحاجة أم الاختراع" هي الأقرب لوصف الأمثال التي ترتبط بحدث ما وحتى الاسماء تأخذ دلالتها منه مثلا في العهد الجمهوري كانت الاسماء جمهورية  وإجبارية " الخدمة العسكرية الإجبارية " زعيم ،  كفاح ، نضال، عروبة وغيرها من الاسماء التي تأخذ صفة الدلالة من الواقعة وتؤرخ لها "طكة الزعيم " . واذا أخذنا فترة الحصار الدولي الذي فرض على العراق في التسعينيات من القرن الماضي كانت المصطلحات الخاصة بهذه المرحلة هي الرائجة مثل "قفاص وتعني يقفص على الضحية بالاحتيال ويسمى بالوقت الحالي برقم 56 و لاحوك ويعني المرشد للقفاص والحالات الخاسرة تسمى عليوية او الشخص المهزوز يسمى بوخة" اما فترة الحرب الأهلية في العراق ظهر مصطلح وهو المخبر عن الضحية بعد أن يجمع المعلومات عنها ويتقاضى مبلغا معينا  من جراء ذلك . حتى المخاطبات بالألقاب بين الاشخاص تخضع لدرجة التحضر والتمدن فنرى استخدامها بالعراق يكون محدودا وليس له دلالة سابقة، لقب الشخص المنادى هو( ابو الشباب او خالي وخالة  وحاليا حجي) وليس في ذلك رائحة المدينة بينما مصر أكثر مدنية من العراق نجد المناداة ذات دلالة متحضرة و الألقاب موحية بالمعنى المناسب وفيها تفخيم واعلاء من شأن الفرد مثل (ياباشا ،بشمهندس، ياسيد، ست الكل مدموزيل، ست هانم، اونكل )اما عن الفنانين والشعراء والادباء فلهم نصيب وافر من التمجيد الراقي مثل( كوكب الشرق العندليب الاسمر موسيقار الاجيال ملك العود، سيدة الشاشة، الزعيم، وحش الشاشة، السندريلا، امير الشعراء، شاعر النيل،عميد الأدب ) ويطلقون على مصر المحروسة والقاهرة أم الدنيا  واغنية سيد درويش تدل على انفتاح مصر على الحياة " صبح الصباح فتاح ياعليم والجيب مفيش فيه ولامليم والمزاج رايق وسليم" فهم يحتفون بالميلاد اي بالقدوم وليس بالرحيل وهي فلسفة حب الحياة . ولاننسى تاريخ العراق المعاصر من حروب وصراع السلطة على التاريخ ، اي أن المشترك افقدت الحروب اواصره وتماسكه .كذلك الأمثال الشعبية فهي وليدة البيئة الاجتماعية وتنبثق من رحم ومعاناة المجتمع وتجربته وخبرته المتراكمة  في الحياة والشيء نفسه يقال عن الشعر الشعبي  ولو أخذنا بعض الأمثال الشعبية على سبيل التجربة نجد تراكم الخبرة فيها  مثل "من توكع على علته تبين ملته " وهو يضرب في الشخص الذي اذا عرفته جيداعرفت ماهي شخصيته  او" حلو الطبيعة أحسن من حلو الجهامة" .والأدب الشعبي كما يصفه الخبراء"مصطلح يطلق على طيف واسع من الابداعات الفطرية مثل الحكايات والأشعار والأمثال والأساطير والأغاني وسواها من ضروب التعبير الشفاهي 

التي كانت سائدة في العراق خلال عهود طويلة وصولا إلى فترة النهضة .