إيدن هاريس
ترجمة: مي اسماعيل
كشف تقرير جديد صادر عن جمعية القلب الأمريكية بأن الأبحاث تُظهر المخاطر الصحيَّة للسجائر الإلكترونيَّة، لكن الأمر يتطلب إجراء المزيد من الدراسات للتحري عن التأثيرات طويلة المدى لاستهلاك تلك السجائر على أنظمة القلب والأوعية الدموية والرئة والدورة الدموية.
ركز الباحثون على المخاطر المحتملة للمواد الكيميائيَّة غير المعروفة الموجودة في السجائر الإلكترونيَّة. ويقول د. «جيسون روز» (أستاذ مساعد في الطب وعميد مشارك للابتكار وتطوير علوم الطبيب بكلية طب جامعة ميريلاند، ورئيس لجنة كتابة البيان العلمي للدراسة): «السجائر الإلكترونيَّة توصل العديد من المواد إلى الجسم والتي من المحتمل أن تكون ضارة، بما في ذلك المواد الكيميائيَّة والمركبات الأخرى التي قد لا يعرفها المستخدم ولا يفهمها. وهناك أبحاث تشير أن السجائر الإلكترونيَّة المحتوية على النيكوتين ترتبط بتغييرات حادة في العديد من مقاييس الدورة الدموية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب».
نكهات تجذب المراهقين
يقول»مركز السيطرة على الأمراض»الأميركي أن «استهلاك السجائر الإلكترونيَّة ليس آمنا بالنسبة للأطفال والمراهقين والشباب»،بينما يتهم عدد من المسؤولين المحليين شركات صناعة السجائر الإلكترونيَّة باستهداف مستهلكين مراهقين بنكهات جذابة. يمضي د. روز قائلا:»غالبا ما ينجذب الشباب إلى النكهات المتوفرة من هذه المنتجات، وبالتالي يمكن أن يتطور لديهم الاعتماد على النيكوتين بسبب استخدام السجائر الإلكترونيَّة. وهناك قلق بالغ حول الشباب الذين يفترضون بأنّ السجائر الإلكترونيَّة ليست ضارة لأنها متوفرة بشكل واسع ويجري تسويقها إلى فئات عمرية تضم أشخاصا لم يسبق لهم تعاطي أي منتجات من التبغ اطلاقا. ومما يثير القلق أيضا الدراسات التي تكشف ان بعض الشباب الذين يستهلكون السجائر الإلكترونية يواصلون استخدام منتجات أخرى للتبغ. وهناك أيضا علاقة ترابطية بين استخدام السجائر الإلكترونية وبين اضطرابات تعاطي المخدرات».
ما زالت المفاهيم الخاطئة بشأن سلامة استهلاك السجائر الإلكترونية سائدة، وتتطلب أيضا فضح الزيف المتعلق بها. في شهر أيار 2023 أوضح «مركز السيطرة على الأمراض»الأميركي أنه رغم كون السجائر الإلكترونية أقل ضررا من السجائر العادية، فـــــــ»هذا لا يعني أنها آمنة.»وترى د. «روز ماري روبرتسون» (نائبة رئيس قسم العلوم والطبيبة بجمعية القلب الإمريكية، والمديرة المشاركة لمركز التبغ التابع لجمعية العلوم التنظيمية) ان بائعي السجائر الإلكترونية خدعوا المستهلكين حول فوائدها، قائلة: «أوحت شركات السجائر الإلكترونية أن منتجاتها هي وسيلة للإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية، ولا يوجد دليل قوي يدعم هذا بخلاف أي فوائد قصيرة الأجل». واضافت: «أن نقص بيانات السلامة العلمية طويلة المدى حول استخدام السجائر الإلكترونية، إضافة إلى احتمالية إدمان منتجات السجائر الإلكترونية بين الشباب، كانت من بين الأسباب التي تجعل جمعية القلب الأمريكية لا توصي باستخدام السجائر الإلكترونية لجهود الإقلاع عن التدخين».
تنامي الاستهلاك
ترى الدراسة التي نُشِرت حديثا بأن»المخاطر طويلة المدى لاستخدام السجائر الإلكترونية غير معروفة، ولكن اذا كانت مخاطر الاستخدام المزمن تشبه مخاطر السجائر القابلة للاحتراق، أو حتى إذا كانت أقل خطورة ولكنها لا تزال موجودة، فقد لا نلاحظ تلك المخاطر لعقود طويلة». كما ركزت الدراسة على تقييم حديث للمعاهد الوطنية لصحة البالغين بشأن التبغ والصحة، والتي ربطت بين استخدام السجائر الإلكترونية وبين مرض الانسداد الرئوي المزمن «Chronic Obstructive Pulmonary Disease «. أما لجنة الكتابة بجمعية القلب الأميركية فقد شددت ايضا على أهمية التشخيص السريري «لإصابة الرئة المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية أو منتجات السجائر الإلكترونية، المعروفة اختصارا بــ EVALI». وحددت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في البداية «EVALI» باعتبارها حالة طبية عام 2019، بعد وجود أكثر من 2800 حالة استدعى ادخالها المستشفى لمستهلكي السجائر الإلكترونية خلال أقل من عام.
يقول د. روز أنه وبسبب وجود السجائر الإلكترونية منذ نحو خمسة عشر عاما فقط، تحتاج الولايات المتحدة للمزيد من المعرفة حول التأثيرات طويلة المدى لاستخدام السجائر الإلكترونية على الصحة. لذا يجب علينا الاعتماد على الدراسات قصيرة المدى وتجارب جزيئية وأبحاث على الحيوانات لتحديد الخطر الحقيقي لاستخدام السجائر الإلكترونية. ومن الضروري أن نقوم بتوسيع هذا النمط من الابحاث، طالما أن تبني استخدام السجائر الإلكترونية تنامى أضعافا مضاعفة خاصة لدى الشباب، الذين ربما لم يستخدم الكثير منهم قط السجائر التقليدية القابلة للاحتراق».
موقع «سبيكترام نيوز»