بينما يطرق رمضان الباب، تضيء الفوانيس الشوارع والمدن في جميع أنحاء العالم الإسلامي وتستعد لشهر الصوم ويتم تزيين البيوت ومراكز التسوق والمقاهي بالفوانيس الملونة الجميلة، ويلبي الآباء والأمهات برحابة صدر طلبات أطفالهم الصغار، بشراء تلك الفوانيس؛ كي يعيشوا طقوسهم باستقبال الشهر الفضيل، يغنون راكضين، في شوارع وحارات ضواحي بيروت المزدحمة. مع حلول شهر شعبان، وبدء العد التنازلي لشهر رمضان تبدأ، الأسر العربية المغتربة في لبنان بالتوافد على محال بيع الفوانيس ذات الأشكال المتنوعة في المنطقة. وتقول المغتربة المصرية نوال عطيات: "أشكالٌ قليلة من الفوانيس بعكس ما هو موجودٌ في محال البيع في بلدي الأم، إذ إنني رزت القاهرة قبل يومين ولاحظت تنوع أشكال الفوانيس على هيئة شخصيات كرتونية، مثل ماريو ومينمار وعلاء الدين والمفتش كرمبو، كما توجد فوانيس على شكل حيوانات منها الديك والحصان، فضلًا عن الفوانيس التي على هيئة عرائس لجذب البنات الصغيرات"، مضيفة "هنا في لبنان توجد أشكال فوانيس تقليديَّة ولكنها أيضاً جميلة وعليها إقبال وقد اشتريت منها لأطفالي برغم ارتفاع أسعارها".على أنغام أغنية "اهو جه يا ولاد" يبيع صاحب المحل سليم أحمد الفوانيس في منطقة حارة حريك ويؤكد "في العصر الحديث، مع توافر الكهرباء والتكنولوجيا، ليست هناك حاجة إلى الفوانيس كمصدر للضوء ولكن يكون هنالك إقبالٌ كبيرٌ عليها من قبل المغتربين المصريين والعرب وحتى اللبنانيين، الذين يشترونه كزينة للخيم الرمضانية الشعبية والتجمعات وشوارع المدينة لخلق بيئة احتفاليَّة أكثر انسجاماً مع الشهر الكريم".وبرغم الظروف الاقتصاديَّة التي تمرُّ بها الأسرة العربية المغتربة إلا أنها لا تزال تصرّ على إدخال البهجة والسعادة في نفوس أطفالها من خلال شراء الفانوس.
وعن أسعارها يقول التاجر اللبناني حسن عبد الله: إنَّ "أسعار الفوانيس تختلف من عامٍ إلى عام وتتراوح بين العشرة دولارات الى الثلاثين دولاراً حسب الحجم والنوعية"، مشيراً الى أنه "منذ زمنٍ طويل نستورد الفوانيس من مصر والصين ولا توجد ورشٌ لبنانيَّة خاصَّة لتصنيع الفوانيس لذلك تكون الأسعار مقارنة ببعض الدول غالية نوعاً ما".وحسب المؤرخين فإنَّ الفوانيس نشأت في مصر القديمة عام 358هـ، خلال عهد الفاطميين عندما وصل الخليفة المعز لدين الله، في أول أيام رمضان، فخرج الناس لاستقباله، حاملين فوانيسهم، وأصبحت تقليداً مستمراً.