الخرطوم: وكالات
دعت وزارة الخارجية الأميركية إلى وقف فوري للقتال في السودان، والسماح بالمرور الآمن للمدنيين خارج مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بينما وصف السفير الأميركي في الخرطوم أطراف الصراع بأنهم "غير صالحين للحكم"، وفي الوقت الذي بدأ فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان جولة مشاورات بغية تشكيل "حكومة طوارئ"، قتل 7 مدنيين في قصف عشوائي بمدينة أم درمان نفذته قوات الدعم السريع السودانية.
وأدان البيان الأميركي "العنف الجنسي" المرتبط بالنزاع هناك، وقالت الخارجية الأميركية إن مصادر موثوقة ربطته "بقوات الدعم والمليشيات المتحالفة معها"، وأضافت في بيانها أنها تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في نيالا، وما حولها جنوب دارفور حيث يحاصر عشرات آلاف المدنيين، وأشارت إلى وجوب محاسبة مرتكبي الفظائع في السودان، موضحة أن الولايات المتحدة لديها الأدوات القانونية والسياسية "لردع مثل هذا العنف"، بحسب قول الوزارة الأميركية.
وكان السفير الأميركي بالسودان، جون غودفري، قد ذكر في وقت سابق أن جهود بلاده والشركاء لاستعادة ديمقراطية السودان قد "انقلبت رأساً على عقب" بسبب الحرب.
وأضاف في تغريدة على منصة "إكس"، أن الأطراف المتحاربة أثبتت أنها "غير صالحة للحكم" وأن عليها نقل السلطة لحكومة مدنية انتقالية، مشيراً إلى أن المستقبل الذي يبنيه الشعب السوداني لا يمكن أن يتحقق إلا مع استعادة الأمن للمدنيين.
وفي نيالا، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن عددًا من موظفيها وعشرات آلاف المدنيين عالقون داخل المدينة، مشيرة إلى أن المدنيين يُستخدمون "دروعاً بشرية" ويعيشون في ظروف قاسية، وأضافت أن المستشفى الوحيد في نيالا يخضع لسيطرة المسلحين، والرعاية الصحية للمدنيين منعدمة، وطالبت أطراف النزاع بتوفير ممر آمن، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني.
في غضون ذلك، بدأ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان جولة مشاورات بغية تشكيل "حكومة طوارئ" في السودان، وأكدت مصادر سودانية أن البرهان الذي يواصل جولاته التفقدية لبعض المناطق العسكرية داخل وخارج منطقة العاصمة المركزية، بدأ مشاورات مع قادة عسكريين وسياسيين لتشكيل حكومة طوارئ لتسيير شؤون البلاد.
وزار البرهان قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في نيسان الماضي، وقال مصدران حكوميان، إن البرهان يعتزم أيضاً مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان، مقر الحكومة المؤقت.
وغادر البرهان، الخميس الماضي، مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وشوهد في مقاطع فيديو وصور في مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل.
إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني، فجر أمس السبت، مقتل 7 مدنيين وجرح آخرين في قصف عشوائي لقوات الدعم السريع بولاية أم درمان غربي الخرطوم.
وقال بيان للجيش، إن قوات الدعم السريع قصفت منطقة أمبده في أم درمان، كما قصفت منطقة الحماداب جنوبي الخرطوم، بنفس الأسلوب وإنه جارٍ حصر الإصابات وسط السكان.
وشنّ الجيش بطائرات حربية وأخرى مُسيّرة غارات على أهداف تابعة لـ"الدعم السريع" بالخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، بينما ردت قوات الدعم السريع بضرب مواقع الجيش وسط أم درمان.
من جانبه، حذّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من دمار السودان بسبب استمرار القتال، وأشار إلى معاناة مئات الآلاف من الأطفال جراء سوء التغذية والمخاطر المحدقة بحياتهم، ما لم يتم إيصال الدواء لهم.