نصير الشيخ
وجدت الفنانة أنمارمرآن المولودة في بغداد عام 1971، والحاصلة على بكالوريوس في التصميم الصناعي من أكاديمية الفنون الجميلة/ بغداد، والمهاجرة إلى فنلندا عام 1995، والمستقرة حاليا في سويسرا. في الفن التشكيلي مساحتها الأرحب، واختارت منطقتها التعبيرية عبر التنويع على الأشكال والخامات، لاسيما وأنها بمواجهة حادة مع فنون الحداثة وما بعد الحداثة، فحضورها الدائم في المهجر أتاح لها الاطلاع على هذه الفنون درساً وملاحقة وتجريباً.
انتقلت للعيش في سويسرا وأقامت عددا من المعارض في المانيا وفيينا، دفعها منطوق الفن بحسب توصيفها "لوحاتي هي محاكاة لدواخلنا وهي الحوار الذي يدور بعقلنا الباطن، وهي تراكمات طفولة واحلام وربما خيبات وآمال. أنا لا أرسم ما أراه، أنا أرسم ما نخفيه من مشاعر و...و....". مساحة اشتغالها اللوحة، حيث مادة " الأكريليك والفحم والأحبار ومواد أخرى تشكل خاماتها، ومن ثم عالمها البصري ودفقه اللوني، وتتشكل خطوطها المرسومة عوالم متطامنة في النفس البشرية، لذا الفنانة تجدد في اختيار خاماتها للرسم، فقماشة الكانفاس حاضرة وأنواع خاصة من الكارتون تحضر ايضاً. كل هذا من أجل صيغة تعبيرية، تحقق حضورها في ميدان الفن التشكيلي بل وتشتبك مع التجارب الأخرى في حواريات جمالية عبر المعارض وبصيغتها الحداثوية .
والفنان حين يتوحد مع اعماله يتشكل عالما جديداً، هو في اللحظة ذاتها خلق لأفكار مضافة وابتكار مساحة أكبر للحضور، لذا ترى الفنانة أنمار مران لا تنتمي لأي مدرسة فنية!، وهو تقول (أنا في اعمالي أجردُ المجرد، وأنا أعبر عن أبعد الحدود للتجريد، وأنا أدرس هذا النوع من التجريد أيضاً).
تستعد الفنانة لإقامة معرضها الجديد في 24 شباط المقبل، راسمة خطى متجددة في حضورها، وعن صدى وحضور الفن العراقي في أوربا كان لها رأي لخصته لنا (هناك من طلع من جلباب التراث متوجهاً إلى تجارب عالمية تحاكي الأنسان في كل مكان . وهناك فنانون حافظوا على الأسلوب الذي يعبر عن التراث وهؤلاء محدودون فقط في الجالية العراقية والعربية، ولا يخفى بالطبع أن الفنانين العراقيين أثبتوا وجودهم في الساحة الفنية الأوربية بقوة وتميز).
الفنانة أنمار مرآن التي تعمل بجد ومثابرة على البحث عن صيغٍ ومهارات في عالم اللوحة، وخوضها التجريب في نسقهِ التجريدي، وهي ترى وتنفعل في مشاهداتها للمتاحف والمعارض الفنية وسيل المعروض من التجارب المجددة والمحدثة. وهي تجيب عن توجه الفنان العراقي الدائم لمدارس الفن الحديثة، بأنه (من النوع المتطلع على كل شيء جديد، بالإضافة لتعقد حياته، من هنا ذهب وبقوة للحداثة لأنه الأسلوب الأمثل للتعبير عن ما يكمنه من معرفة وتراث وتراكم حضاري).