الحسين (ع).. قتيل العبرة

منصة 2023/09/02
...

وسام الفرطوسي

المفيد: أخبرني أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق إجازة، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا أحمد بن يحيى الأودي قال: حدثنا مخول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة، إلا بوأه الله بها في الجنة حقباً.

قال أحمد بن يحيي الأودي: فرأيت الحسين بن علي [(ع)] في المنام، فقلت:
حدثني مخول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عنك أنك قلت: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة، إلا بوأه الله بها في الجنة حقباً؟
قال: نعم.
قلت: سقط الإسناد بيني وبينك.

يا عبرة كل مؤمن
ابن قولويه: حدثني علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن مسكان، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الحسين (ع): أنا قتيل العبرة، قتلت مكروباً، وحقيق عليَّ أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله وأقلبه إلى أهله مسرورا. وعنه: حدثني أبي (رحمه الله) وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله، جميعاً عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن أبي يحيى الحذاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نظر أمير المؤمنين (ع) إلى الحسين فقال: يا عبرة كل مؤمن فقال: أنا، يا أبتاه قال: نعم، يا بني.
وعنه: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الحسين بن علي (ع):
أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.
وعنه: حدثني أبي (رحمه الله)، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى، عن محمد ابن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (ع)، قال: قال الحسين (ع): أنا قتيل العبرة.
وعنه: حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمد بن الحسين الخزار، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنا عنده فذكرنا الحسين (ع)، وعلى قاتله لعنة الله، فبكى أبو عبد الله (ع) وبكينا، قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين (ع): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا بكى.
الطريحي: روي عن السيد السعيد عبد الحميد، يرفعه إلى مشايخه، عن منذر الثوري، عن أبيه، عمن أخبره، قال الحسين (ع): أنا قتيل العبرة، ما ذكرت عند مؤمن إلا بكى، واغتم لمصابي.

ثواب زيارته (ع)
وعنه: عن الإمام أبي عبد الله (ع) قال: قال الحسين (ع): من زارني بعد موتي زرته يوم القيامة، ولو لم يكن إلا في النار لأخرجته.

أصحاب الحسين (ع) في الجنة
العياشي: عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (ع) قال: دخل مروان بن الحكم المدينة، قال: فاستلقى على السرير، وثم مولى للحسين (ع)، فقال: (ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحسبين). قال: فقال الحسين (ع) لمولاه: ماذا قال هذا حين دخل؟
قال: استلقى على السرير، فقرأ ردوا إلى الله موليهم - إلى قوله - الحاسبين.
قال: فقال الحسين (ع): نعم، والله رددت أنا وأصحابي إلى الجنة، ورد هو وأصحابه إلى النار.
ومن ألوان الحقد الأموي على الحسين (عم) أنه كان جالساً في مسجد النبى (ص) فسمع رجلاً يحدث أصحابه، ويرفع صوته ليسمع الحسين وهو يقول: إنا شاركنا آل أبي طالب في النبوة حتى نلنا منها مثل ما نالوا منها من السبب والنسب، ونلنا من الخلافة ما لم ينالوا، فبم يفخرون علينا؟ وكرر هذا القول ثلاثاً.
فأقبل عليه الحسين (ع) فقال له: إني كففت عن جوابك في قولك الأول حلماً، وفي الثاني عفواً، وأما في الثالث فإني مجيبك، إني سمعت أبي يقول: إن في الوحي الذي أنزله الله على محمد (ص) إذا قامت القيامة الكبرى حشر الله بني أمية في صور الذر يطأهم الناس حتى يفرغ من الحساب، ثم يؤتى بهم فيحاسبوا، ويصار بهم إلى النار.
فلم يطق الأموي جواباً وانصرف، وهو يتميز من الغيظ.

نقش خاتم الحسين (ع)
الكليني: عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني (ع)، قال: قلت: له: إنا روينا في الحديث أنَّ رسول الله (ص) كان يستنجي وخاتمه في إصبعه، وكذلك كان يفعل أمير المؤمنين (ع)، وكان نقش خاتم رسول الله (ص): محمد رسول الله.
قال: صدقوا.
قلت: فينبغي لنا أن نفعل؟
قال: إنَّ أولئك كانوا يتختمون في اليد اليمني وإنكم أنتم تتختمون في اليسرى.
قال: فسكت. فقال: أتدري ما كان نقش خاتم آدم (عليه السلام)؟
فقلت: لا.
فقال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وكان نقش خاتم النبي (ص): محمد رسول الله، وخاتم أمير المؤمنين (ع): الله الملك، وخاتم الحسن (ع): العزة لله، وخاتم الحسين (ع): إن الله بالغ أمره، وعلي بن الحسين (ع) خاتم أبيه، وأبو جعفر الأكبر خاتم جده الحسين (ع)، وخاتم جعفر (ع): الله وليي، وعصمتي من خلقه، وأبو الحسن الأول (ع): حسبي الله، وأبو الحسن الثاني: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وقال الحسين بن خالد: ومد يده إلي وقال: خاتمي خاتم أبي (ع) أيضاً.
وعنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن يونس بن ظبيان وحفص بن غياث، عن أبي عبد الله (ع) قالا:
قلنا: جعلنا فداك، أيكره أنْ يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه، واسم أبيه.
فقال: في خاتمي مكتوب: الله خالق كل شيء، وفي خاتم أبي محمد بن علي (ع) و- كان خير محمدي رأيته بعيني -: العزة لله، وفي خاتم علي بن الحسين (ع): الحمد لله العلي العظيم، وفي خاتم الحسن والحسين (ع): حسبي الله، وفي خاتم أمير المؤمنين (ع): الله الملك.
وفي رواية: وكان نقش خاتم الحسين بن علي (ع): علمت فأعمل.
الطوسي: أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون، عن أبي علي محمد بن همام، قال أبو علي: وعلى خاتم أبي جعفر السمان رضي الله عنه: لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فسألته عنه؟
فقال: حدثني أبو محمد يعني صاحب العسكر (ع)، عن آبائه (عليهم السلام)، أنهم قالوا: كان لفاطمة (ع) خاتم فضة عقيق، فلما حضرتها الوفاة دفعته إلى الحسن (ع)، فلما حضرته الوفاة دفعه إلى الحسين (ع).
قال الحسين (ع): فاشتهيت أنْ أنقشَ عليه شيئا، فرأيت في النوم المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وآله وعليه السلام، فقلت له: يا روح الله! ما أنقش على خاتمي هذا؟
قال: انقش عليه: لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فإنه أول التوراة وآخر الإنجيل.