اعداد الصباح

ان وجود طفل ذي اضطراب توحد في الأسرة تفرض عليها حاجات وقيود كثيرة ومتعددة، من أجل مساعدته وتنمية قدراته وامكاناته بالشكل المناسب، وحتى يتحقق هذا الامر، لا بد من أن يكون للأسرة دور فاعل وكبير لتحقيق احتياجات طفلهم.

مؤشرات وبيانات
تلعب الأسرة دوراً رئيسياً في تربية وتعليم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، مما يعرضهم للعديد من المعوقات والصعوبات، لذلك وجهت المختصة في علم النفس التربوي في الجامعة المستنصرية الدكتورة ايمان يونس إبراهيم، وجهة نظرها إلى دراسة المطالب الاجتماعية للأسر، التي لديها أطفال مصابون باضطراب طيف التوحد، وكان الهدف أولاً حدد هذه الأسئلة والتزم بها، ثم قدم معلومات إلى المسؤولين عن تعليم الأطفال المصابين بالتوحد، لإرشادهم في تقديم الدعم المناسب للأسر، حتى يتمكنوا من التقدم في التربية والتعليم. تعليم الأطفال وتزويدهم في نهاية المطاف بالاستقلال المناسب، على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة لأعداد المصابين بالتوحد في العراق، إلا أن انتشار معاهد الرعاية والتأهيل الخاصة بالتوحد وصعوبات التعلم الأهلية، يعطي مؤشرا واضحا عن وجود المشكلة واتساعها من جهة، واضافة الأعباء المالية والنفسية على ذوي الطفل المصاب في ظل عدم وجود رعاية صحية حكومية من جهة أخرى. وبحسب حديث لأحد المسؤولين في وزارة الصحة العراقية، الذي فضل عدم ذكر اسمه "إن مدن بغداد والبصرة والموصل وكركوك تحتل الصدارة في عدد المصابين بمرض طيف التوحد، باعتبارها أكثر المدن احتضانا للسكان، وبالتالي ملاحظة تزايد أعداد الإصابة خلال السنوات الأخيرة الماضية.

معاناة
بحكم تخصص الدكتورة ايمان في مجال الطفولة وتعاملها وتواصلها المباشر مع ذويهم، أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية، وجدت الباحثة أن أسر أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في العراق  لديهم معاناة في قلة الاهتمام بهذه الفئة، إضافة إلى افتقادهم للرعاية المجتمعية، وانعدام توفير متطلباتهم بشتى أنواعها اسوة بالدول الأخرى، التي تولي هذه الفئات الاهتمام والرعاية والتسهيلات، التي تخفف من الأعباء التي تحملها  أسر هؤلاء الأطفال على كاهلهما، وبحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي "أن اضطراب طيف التوحد يعتبر من الأمراض النمائية العصبية، التي تصيب واحدا من بين 160 طفلا حول العالم، اذ يتمثل هذا الاضطراب بضعف التفاعل الاجتماعي و التواصل وعدم تواجد أنشطة نمطية، يبدأ اضطراب التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي، على الصعيد الاجتماعي على سبيل الم في المدرسة والعمل، وعلى صعيد متصل يقول المختص في الامراض العصبية والصرع والتوحد الدكتور خلدون حميد "أنه لا يوجد اهتمام حقيقي من قبل الجهات المعنية في العراق بالتبعات الخطيرة الناتجة عن تطور مرض التوحد وزيادة معدلات الإصابة به".

توصيات
تختلف المتطلبات المجتمعية لأسر ذوي اضطراب طيف التوحد من أسرة لأسرة، وذلك للدور المهم لتلك المتطلبات، التي تختلف نوعيتها من بيئة إلى أخرى ومن مجتمع لآخر، فالمتطلبات المجتمعية لأسر ذوي التوحد في الدول العربية تختلف عن المتطلبات في دول أوربا من حيث أولوياتها.
توصلت الباحثة إلى عدة نتائج في بحثها، الذي استهدف (181) أسرة طفل من ذوي التوحد، من أهمها ضرورة توجيه أنظار المسؤولين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى هذه الشريحة، وتكثيف الجهود لتقديم المعونة والخدمات بجميع أنواعها وتوفير الدعم المادي، إضافة إلى المتطلبات الاجتماعية لأسر أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، فضلا عن تفعيل العلاقة بين الجهات المعنية وتلك الأسر، كما أكدت الباحثة أهمية دعم الخدمات المجتمعية، عن طريق وضع الخطط التي تسهم في توفير المتطلبات المجتمعية من قبل فريق متعدد التخصصات، والعمل على توفير أكبر قدر من ممكن من التسهيلات المجتمعية لأسر ذوي التوحد، عن طريق وجود متخصصين لتوفير المتطلبات المجتمعية، من جميع المنظمات والجهات العاملة في التربية الخاصة من منظمات إنسانية وتربوية واجتماعية وطبية وصحية ونفسية، اما في ما يخص الجانب الصحي دعت الباحثة إلى أهمية توفير المتخصصين في مجال التوحد للقيام بعليات التشخيص والكشف المبكر عن المرض.