بيروت: جبار عودة الخطاط
خروق متعددةٌ شهدها اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة في مخيم عين الحلوة بصيدا في لبنان، ودخل الاتفاق الأخير حيز التنفيذ اعتباراً من ليل أمس الأول السبت.
وبرغم قرار وقف إطلاق النار؛ فإنَّ عملية السيطرة على بعض المجاميع من الطرفين المتصارعين تبدو معقدة وتكتنفها الصعوبة برغم الجهود الحثيثة التي بذلتها “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في هذا المجال، وقد ارتفعت وتيرة الخروقات أمس الأحد في مُخيم عين الحلوة ولاسيما في محور حطّين وجبل الحليب، كما سقطت قذيفة هاون على منزل مسؤول حركة “حماس” في عين الحلوة خالد زعيتر في منطقة حي حطين، وأفادت المعلومات بأنَّ الأخير وعائلته لم يكونوا في المنزل واقتصرت الأضرار على احتراق قسم منه.
وكانت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” قد عقدت اجتماعاً في صيدا جنوب لبنان، وشكّلت وفدين قاما بزيارة المخيم للإشراف على تثبيت وقف إطلاق النار، وقد لاقا صعوبة بالغة باحتواء الخروقات التي يتردد صداها طوال الليل بين الحين والآخر.
هذا وقد أسفرت الاشتباكات الأخيرة، أمس الأول السبت، عن سقوط 5 قتلى وأكثر من 30 جريحاً في حصيلة أولية، فضلاً عن أضرار مادية فادحة ونجم عنها حالات نزوح كبيرة جراء اشتداد حدة الاقتتال في المخيم والذي استخدمت فيه جميع أنواع الأسلحة مما تسبب بحالة ذعر كبيرة بين السكان.
بدوره، شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس الأحد خلال “قداس راحة الشهداء” في دير سيّدة إيليج – ميفوق، على “أننا نبدي الإعراب عن أسفنا من المعارك في مخيم عين الحلوة التي تنشر الخطر في صفوف الآمنين، وهذه الأحداث المرّة تصيب في الصميم القضية الفلسطينية ولا يمكن أن يكون لبنان حياديًا حيال إسرائيل وحيال الإجماع العربي، والحياد يقتضي تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية وأن يضبط لبنان سيادته الخارجية على حدوده وسيادته الداخلية بجيش واحد وسلطة واحدة، والدفاع عن نفسه بالقوى الذاتية
المنظّمة”.
من جانبه، ناشد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب “إخواننا وأهلنا في مخيم عين الحلوة وقف الاشتباكات فوراً، والتجاوب مع المساعي والجهود المبذولة لوقف الاقتتال بين الإخوة وتجنيب المخيم والمحيط المزيد من سقوط ضحايا وجرحى أبرياء وخسائر في الممتلكات”.
وحذّر الخطيب، في تصريح له أمس الأحد، من “تداعيات استمرار الاشتباكات على أهلنا اللبنانيين والفلسطينيين والتي تقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني وتضر بالقضية الفلسطينية”، داعياً الجيش اللبناني “للضرب بيد من حديد كل من يهدد أمن واستقرار اللبنانيين والفلسطينيين”.