فؤاد حمدي فيوضات لونية في تنوعٍ أسلوبي

منصة 2023/09/12
...

 نصير الشيخ

معطيات الفكرة والعناصر تحضر في لوحات فؤاد حمدي، الفكرة بامتدادها الإنساني في متبنيات الفنان وثقافته ورؤاه للعالم ككل، والعناصر المختلفة، حيث تحضر تقانات جديدة عبرت عنها الخطوط المنضبطة والتي تستفيد من شكلها الهندسي الكاسر للجمود باتجاه فيوض لونية مبتكرة، وعلى وفق منظور تتخلق فيه صناعة اللوحة ، من هنا أذهب للقول أن لوحة فؤاد حمدي تخرج من محددات اللوحة ومساحتها المقننة إلى ما أسميه «العمل الفني» لاتساع رقعة بوحه ِوبث خطابه الجمالي واكتمال تشكلاته الرمزية والتعبيرية .
مساحة التجريب في أعمال الفنان خاضعة لحسابات تقنية أجهد في درسها وتنفيذها ومن ثم تقنينها، وبالتالي الإمساك أكثر بدرس الاختزال الذي يقشر من سردية الموضوع باتجاه تكثيف الرؤى، حيث يترك حمدي لـ «اللون» قدرة التعبير وأستنطاق ما هو جوهري حد الإبهار وهو بنفس الوقت مادة أثيرية لأملاء المواضعات على السطح البصري.
ولأن اللوحة لديه لا تقيم تحت وصاية «الشكل والمضمون» وإنما هي عالم متكامل، ضاج باللون معرفاً فيها الفنان عن واقعية الأشياء غير الملموسة، مجترحاً أسلوبه الخاص في قدرة مزج تشكلات هي نتاج خبرات مضافة.وبذلك وحسب منطوق الفنان «لابد للعمل أن يثير أسئلة «.
هذا التشاكل البصري منضوٍ بالطبع تحت رؤية ثاقبة للفنان تعتمل فيها حدوسهُ وأفكاره ورؤاه ويحدو بها الجانب المهاري في تنفيذ العمل.
فؤاد حمدي في أعماله هو حصيلة تجارب جاءت في « مخبْر» على وفق تجارب مرت وتغايرات أسلوبية مرت عليه، أسهُا « الإنسان» فهو مسكون بالأنسان والتعبير عن عذاباته إينما يكون على هذه البسيطة.
لذا نمسك بروحية الفنان وطرق تعبيره،وتفرده بأسلوبية خاصة منذ عام 2019، حصل تحول في أعماله، هو مزيج من المدارس والاتجاهات الخاضعة لانفعالات يجسدها اللون بطلاقة ويحضر التجريد طلِقاً بلا شخوص. خاماته قماشة الكانفاس ومادة الأكريليك يشكلان مساحة العمل الفني مثلما أسلفت في اقتدار عالٍ يبثهُ التكنيك ممثلا للجانب المهاري للفنان مع قدرة استجلاب لهيئات وتشكلات على السطح التصويري. كاشفا فيه الفنان عن فلسفة يضخها الى متلقٍ عبر أقصر الطرق. مقيماً حواراً بينه وبين متلقيه بغية البحث عن أجوبة أو تساؤلاتٍ أو الوقوف بدهشة أمام أعماله، وهذا هو دور الفن في أبسط مفاهيمه الارتقاء بالذائقة الجمالية لدى أكبر قدرمن التلقي. يذكر أن الفنان فؤاد حمدي تولد بغداد 1962، وغادر العراق منذ 2006 وهو مقيم الان في كندا، وأشترك بسلسلة من المعارض
الفنية .