بغداد: نوارة محمد

كثيرة هي المواقف التي تجمعنا باناس يتميزون بفضول قاتل والفضول النسوي شيء يعد من الدارج خاصة مع الكبيرات في السن اللواتي يدارين فضولهن مع الشابات بمظاهر من الامومة وطيبة القلب ولكنه نوع من الفحص الممل والتطفل المريب.
شذى واحدة من اللواتي يتعرضن دائما لمواقف من هذا النوع. تقول لـ»الصباح» « ربما لأن النساء الكبيرات يجدنني جميلة فيحاولن استيقافي في اماكن التسوق وسؤالي عن اصلي وفصلي واين اسكن وابنة من انا ويحاولن اظهار امومتهن بالاحضان والقبلات، وهن يعتقدن أن هذه الاساليب لا تزال قائمة في المجتمع وانني يمكن أن أقبل الزواج من ابن لا اعرفه ولا صلة لي به لمجرد انه يكسب بشكل جيد وربما يملك تكتكا يدر عليه المال”.
ايناس رياض تقول ضاحكة” فضول النساء الكبيرات مدمر وان اشفق عليهن لأن الزمن معهن لم يتغير وانهن يعشن في ظروف لم تسمح لهن بالتعليم ومعرفة مايجري في العالم.
وتضيف ايناس” بالعموم نحن نتعرض لفضول الناس بشكل عام وهناك من يسألني من اين اشتريت هذا الفستان وما اسم عطرك واراها تنصحني بشراء الملابس من فلان الفلاني لأنه يبيع باسعار رخيصة. هؤلاء لا يجدون اي مشكلة في مخاطبة الناس ويظنون اننا كلنا نعيش في بيت واحد وهذا مؤسف للغاية لانهم لا يخترمون الخصوصية الشخصية فانا غير ملزمة باخبار غيري من اين لي بهذا الفستان”.
سناء جبار تشكو من سوء معاملة اصحاب سيارات الاجرة وفضولهم وتقول” لا أحد يحترم الخصوصية وكلما استخدمت سيارة أجرة لا بد أن اخضع لاستجوابات سخيفة”. وتتابع” لا اعرف ماهو الدافع الذي يجعل هؤلاء يتكلمون بامور مختلفة دون اي احترام للشخص المقابل. انا احب العزلة بطبيعتي واحب ان اكون بمفردي ولا رغبة لي باجراء حوارات لا معنى لها مع غرباء”.
الامر لا يقتصر على النساء فقط وانما يتعدى ذلك الى الرجال الذين يواجهون انواع عدة من الفضول فقد درجت العادة بين الشباب على اجراء الحديث في اي موضوع وفي اي مكان وان الشباب منهم يتعرضون للفضول من اقرانهم فمجرد ان يبتسم الشخص او يضحك ستجد من يقول لك “ فرحنا معك”.
عماد الربيعي يرى أن الفضول بات سلوكا عاما وهو مضر وغريب في نفس الوقت ويضيف “ البعض يريد معرفة كيف نعيش ويحاول مقارنة نفسه بالاخرين. انه نوع من تحصيل المعرفة. فهو يسأل بكم اشتريت هذا الموبايل ومن اين وسيارتك كم دفعت فيها واذا اردت بيعها كم ستطلب. اسئلة غريبة وفضولية  فضلا عن النصائح الغريبة فالجميع يحب ارشاد الناس الى ما يعتقد هو وحده انه الافضل او كنوع من رد الدين على المعلومة التي سرقها منك وهذا كله يصعب الحياة من حولنا ويجعلنا نضيق ذرعا بالاخرين”.