ياسر المتولي
أخيراً فقد أصبح الحلم حقيقة بعد أن تم الإعلان عن إنشاء مركز دولي للمال والتجارة والأعمال مبتدءاً خطوته الأولى باختيارموقع مميز بتحويل أحد مولات السليمانية إلى مركز مالي يمارس نشاطاً رئيسياً في التنسيق بين الفعاليات الاستثمارية و التمويلية على وجه الخصوص .
وكان البنك المركزي العراقي قد أعلن عزمه إنشاء مركز دولي للمال والأعمال خلال المؤتمر المصرفي الأخير الذي انعقد في حزيران الماضي .
وقد أشرت في مقال سابق وهنا في الاقتصادية حمل عنوان المركز المالي حلم أم حقيقية ؟!وعلى ما يبدو أن إقليم كردستان قد سارع إلى إنشاء هذا المركز في محافظة السليمانية بمبادرة ودعم القطاع الخاص عبر واحدة من كبريات الشركات فيها .ولتبيان أهمية هذا المركز لابد من التطرق إلى تجارب في محيطنا الإقليمي والعربي ،
فالمركز المالي العالمي في دبي يجمع أغلب أبنية المؤسسات والشركات المالية، بنكية وبورصة وتأمين وبعض شركات الصيرفة ومتعلقات القطاع المالي الأخرى إضافة إلى مكاتب للشركات و لرجال الأعمال.
ولك أن تتصور حجم التعاملات المترابطة وسهولتها والتي هي متداخلة في الكثير من الأعمال والمهام كما أنها أي هذه المؤسسات مجهزة بأحدث التقنيات العالمية والتكنولوجية التي نسعى الآن جاهدين لامتلكها ولو متأخرين عن الركب في هذا التطور المذهل من هنا تبرز أهمية إنشاء هذا المركز على غرار ما موجود في دول الجوار .
اما مزايا المركز فهي واسعة وكثيرة ومهمة في تنشيط الاستثمار المالي وسرعة تقديم مختلف الخدمات التي يحتاجها المستفيدين من رجال الأعمال والمستثمرين وعملاء المصارف لسهولة الخدمات المقدمة نتيجة لقرب المسافات وربطها الإلكتروني والتخفيف من روتين التعاملات بين المؤسسات .
إن هذا المركز يعد واحداً من المراكز الاقتصادية المهمة في البلد والجاذب الأكبر للاستثمارات كما أنه مؤمن بفريق أمني عالي الجودة لايمكن اختراقه داخل المجمع.
والآن فقد باشر هذا المركز بخطوات حثيثة كنواة نحو تنفيذ رؤية البنك المركزي بأهمية إنشاء مركز دولي للمال والأعمال في العاصمة بغداد ويعد خطوة متقدمة إن باشر المركز باكورة أعماله بالحصول على ضوء أخضر من معالي محافظ البنك المركزي العراقي والذي تعهد بدعم هذا التوجه وتشجيعه كنواة لمستقبل المركز الرئيس المزمع إنشاؤه في بقية المحافظات وبالخصوص في بغداد كما وقع اتفاقية تعاون رصينة
مع هيئة الأوراق المالية.
وبذلك سيسهم هذا المركز بتقديم خدمات منتظمة لقطاع المال والأعمال وسيسهم في توسيع وتعزيز برامج التنمية التي تتطلب التنسيق لتحقيق تدفقات استثمارية واسعة كونه يعد مركز استقطاب لهذه الاستثمارات عبر المؤسسات الفاعلة فيه و التي هي من متطلبات جذب المستثمرين .
وإذ نشير إلى هذه المبادرة الاستباقية ننتظر الحلم الأكبر في إنشاء المركز الأم في العاصمة بغداد لأهميته في تدفقات الاستثمار الذي يحتجها البلد للبناء والتنمية.
