بغداد: نوارة محمد
حياة الشباب كلها لهو ومرح، وبين هذا وذاك تبرز رغبات جامحة للمزاح أو التنمر اللطيف بين الأصدقاء، إلا أنه سرعان ما ينقلب إلى أزمة كبيرة وخلاف عميق.
يقول محسن حسين إنه كثيرا ما يتجنب المزاح الثقيل مع الاصدقاء الجدد لأن هذا غير مضمون بالمرة وقد ينقلب إلى الضد وحذره هذا جاء بعد الكثير من المشكلات التي وقع بها وادت إلى خلافات كبيرة وزعل.
ويضيف: أحيانا بعض الاشخاص يدفعون إلى المزاح الثقيل كأن تكون شخصياتهم مؤهلة لهذا مثل السمنة المفرطة او الخوف الشديد والتردد أو حتى افشاء الاسرار ولكن هذا لا ينجح دائما فربما يدفع المزاح الثقيل إلى الاحتقان والعراك اللفظي والبدني احيانا.
من جهته، قال أحمد جمال إنه تعرض لهذا المزاح أكثر من مرة والسبب لهذا اجراؤه عملية جراحية وكان من المقبول التنمر بالمزاح ولكن هذا زاد عن حده وجعلني افقد اعصابي واقاطع الجميع.
أما رجاء فاضل فقالت إن "المزاح الثقيل موجود بكثرة بين البنات وهو سيئ للغاية فهي فتاة متعلمة وتعمل دراسات عليا ولا تحتمل ان تقع بفخاخ من
المزاح". وأضافت: صديقة لي رغبت أن تمازحني فاتصلت بي هاتفيا واخبرتني أن امي ماتت.
من شدة الفزع سقطت على الأرض وفقدت الوعي وكنت وقتها في الكلية وبعد أن فقت واخذوني زملائي إلى البيت تفاجأت بالكذبة وحدث عندي هبوط في الضغط وهو مرض اعاني منه اصلا. كان موقفا محرجا جدا وبقيت في البيت اسبوعا لا استطيع مواجهة زملائي واسوأ ما في الأمر أن اخوتي ذهبوا إلى بيت صديقتي وكادت تحدث مشكلة كبيرة لولا تغلب الحكمة في النهاية وكانت النتيجة أن قطعت علاقتي بهذه الصديقة إلى الابد.
صفاء ابراهيم عبر عن استيائه من هذه السلوكيات وعدها فراغا ثقافيا وهمجية لأن المزاح مثل النار ينتشر بسرعة ليصل إلى مناطق جدا معقدة وقال انه ليس ضد المزاح لكن يفترض ان يتم في حدود معقولة.
وتابع: المزاح والتلاطف اجمل مافي الصداقات وهي تدل على وجود عمق ولكن شرط أن لا يتحول هذا إلى تنمر ويمتد لفترة طويلة وفي الاوقات غير
المناسبة. من جهته، قال رائد كريم إنه يحب ممازحة الجميع، ولكنه لا يتورط في انتقادات تؤدي إلى الزعل او الانفعال وبين: من المهم التقيد بالضوابط الاخلاقية ومراعاة الاخر واختيار الظروف المناسبة والمزاح اللطيف الذي لا ينتقص من الاخر ويهينه وخاصة بتواجد اشخاص غرباء من خارج الشلة وإلا فإن هذا المزاح سينقلب إلى شيء سيئ ونفقد الصداقة
على أثره.
