كريم العراقي.. رحيل شمس القصيدة المغنَّاة

ثقافة شعبية 2023/09/14
...

 سعد صاحب 

لم يشغل كريم العراقي نفسه كثيرا، بالخيالات العالية والتجريب والعبارات الشعرية الفخمة، ولم يجهد ذهنه بالبحث عن الكتابة الغرائبية، أو الجديد الذي يثير المخاوف والقلق والاحتجاج ولومة اللائم، فهو بعيد عن التجارب الباطنية والفلسفية والافكار المتشابكة، وقريب من الوضوح.
وكانت أشعاره المبكرة تغازل الفكر اليساري، وتشير إلى معاناة الطبقة العاملة. (يلحديثات وحگ خبز السلف خويه يلحديثات/ وحگ دجله وﮔصيبة ام/ وحگ من يعرك العامل على الاله ثمن 

ساعات). 


تصالح 

قصيدة العراقي ليست ذات نمط جامد، ودائما تصنع عالمها الخاص وتخلق حريتها المطلوبة، ولا تحتاج إلى مراجعة كثيرة لفهمها، فإنها حرة طليقة تحض على تحرير الناس، من القيود السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتدعو إلى الود والسلم والتصالح، ونشر القيم الاخلاقية والوئام، وتطالب الحكومات بالعدل والتسامح والانصاف والمساواة.(ها اهه ولنك ابونه والمحطات اربعين/ ها اهه التاريخ كله بدفتر ايامك رقم/ واحسد اعيوني امن اشوفك/ طول كاع الله حلم/ بيك اشم ريحة الوثبه وشمس كردستان/ والثوره وفلاليح الوطن نجمة سلم). 


انجاز 

العراقي صاحب إنجاز كبير في كتابة الاغاني، حيث غنى له خيرة المطربين العراقيين والعرب، وعلى مستوى طباعة الكتب الشعرية الشعبية، فلم يطبع سوى مجموعة واحدة هي (للمطر وأم الضفيرة) وكانت متميزة بحداثتها المبنية على اساس سليم، ومتقنة بصياغتها الجديدة، ولها قيمتها الابداعية الملموسة، باجتهاد شاعرها في هذا المجال، الذي يضج بالأصوات المتفردة، وكثرة البصمات لشعراء يشار اليهم بالبنان.(على طاريج اسولف/ والگمر نام اعلى خدي أويا الوساده/ لو يجي الموعد واشوفج/ حتى اغنيلج شعر يمطر سعاده/ وحتى اسولف نظره نظره شلون داده/ انه احبج حب عراقي/ لشمسته واجروحه واغانيه وبلاده). 

حدث 

شاعر لا يخطط للكتابة، لكنه يستغل حضوره في أي مكان يتواجد فيه، ويرصد بعين ثاقبة ما يدور حوله، من المباهج والاشجان والرفض والقبول، وبهذا فهو يكتب عن انشطة الحياة المتنوعة، من رياضة وعلاقات ومواقف وافراح واحزان، وتجارب عاطفية مؤثرة، ومختلف الحالات التي تحرضه لقول الشعر، وثمة استجابة للمناسبة الملحة التي تهز المشاعر بقوة الحدث، كموت صديق بشكل مفاجئ، أو هجران حبيبة أو خيانة قريب، أو دخول عزيز إلى مشفى، أو قيام حرب كونية ضد بلد صغير، أو سقوط ضحايا بانتفاضة عارمة.(شو هيه لهبة وطن شو هيه ساعتها/ العب يطفل الشمس 

واللعبه لعبتها).  


نغم

من صفات قصيدته الطربية والايقاع الغنائي الراقص، وحتى الترتيب اللغوي للكلمات، لا يخلو من الهاجس الموسيقي والنغم المألوف، فنحن لا نتفاجأ حين نصغي اليه، لاننا نعرف مسبقا ترتيب الافكار، وموقع الصور الشعرية المهمة واين يكون التصعيد المطلوب، فهو خير وريث للبساطة الناضجة، الخالية من كل شعر سطحي عقيم.(زيدولي نار وحطب/ خل اصعد أويا لريح/ دم والهتاف انجمع/ تسبيح اجه التسبيح/ يا بويه جن الشعب/ طاح السمه 

وميطيح).