غدا .. روحاني يعلن مجموعة قرارات رداً على سياسات ترامب
قضايا عربية ودولية
2019/05/07
+A
-A
واشنطن / وكالات
في تصعيد جديد ينذر بمناوشات وتحديات جديدة بين واشنطن وطهران أعلنت الولايات المتحدة الاميركية أنها سترسل حاملة طائرات ومجموعة سفن ضاربة إلى السواحل الإيرانية لتحذير طهران من عواقب أي هجوم لها على مصالح واشنطن أو حلفائها، في المقابل كشفت مصادر عن أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يستعد للرد على قرارات الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، بإعلان مثير بشأن الاتفاق النووي الإيراني ومستويات تخصيب اليورانيوم غدا الاربعاء .
وبهذا الشأن أفاد مصدر مقرب من المشرفين على الاتفاق النووي الإيراني بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيعلن عن مجموعة من القرارات في الذكرى السنوية الأولى لانسحاب أميركا من الاتفاق، من بينها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم.
وقال المصدر لوكالة «إيسنا» الإيرانية، إن «الرئيس حسن روحاني سيقوم ببث كلمة متلفزة يوم غد الأربعاء يشرح فيها رد إيران على خروج اميركا من الاتفاق النووي».
وأضاف: «ربما يعلن روحاني خفضاً جزئياً أو كلياً لبعض تعهدات إيران في الاتفاق».
وأشار المصدر إلى أن روحاني سيتحدث عن «تخفيض إيران لمستوى تخصيب اليورانيوم ضمن الاتفاق سوف يتم رفعه، وذلك ردا على عدم إيفاء أميركا وأوروبا بتعهداتهم تجاه الاتفاق».
حاملة طائرات
في المقابل أعلنت واشنطن أنها سترسل حاملة طائرات ومجموعة سفن ضاربة إلى السواحل الإيرانية لتحذير طهران من عواقب أي هجوم لها على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، في بيان،: «ردا على عدد من المؤشرات والتحذيرات المثيرة للقلق والمتصاعدة، سترسل الولايات المتحدة حاملة الطائرات «أفراهام لينكولن» ومجموعة السفن المرافقة لها وقوة من القاذفات إلى قوات القيادة المركزية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، لتبعث برسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بقوة
شديدة».
وأضاف: «لا تسعى الولايات المتحدة إلى حرب مع النظام الإيراني، ولكننا مستعدون تماما للرد على أي هجوم سواء من وكلاء (إيران) أو من الحرس الثوري أو القوات النظامية الإيرانية»حسب تعبيره.
من جانبه ذكر مسؤول عسكري أميركي أن قرار واشنطن إرسال القوة الضاربة إلى الشرق الأوسط جاء بسبب وجود «مؤشرات واضحة» على تخطيط إيران والتنظيمات التابعة لها لمهاجمة العسكريين الأميركيين.
وأكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن البنتاغون وافق على الإجراء الذي أعلنه الليلة الماضية مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، مشيرا إلى أن القوات البحرية والبرية الأمريكية في الشرق الأوسط تعد «أهدافا محتملة» لتلك الهجمات المزعومة.
هذا وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في تصريح صحفي أدلى به على متن طائرته في طريقه إلى أوروبا، أن هذا القرار جرت دراسته لوقت ما، مضيفا أن واشنطن لاحظت تصرفات تصعيدية من قبل الإيرانيين بحسب تصريح بومبيو.
ولفتت وكالة «أسوشيتد برس» إلى أن إرسال قاذفات إلى المنطقة يعد مؤشرا على أن البنتاغون بصدد نشر قوة جوية، تنطلق من الأرض، في الشرق الأوسط، ربما في شبه الجزيرة العربية.
موقف ايراني
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عد أن الحرب بين إيران والولايات المتحدة ليست وشيكة، لكنه لم يستبعد وقوع «حوادث غير متوقعة» بين البلدين يمكن أن تؤدي إلى اشتباك عسكري.
ونقل كاتب مقال نشرته صحيفة «إنديبندنت» البريطانية، عن ظريف تصريحات أدلى بها خلال زيارته إلى نيويورك قبل أيام، وأوضح فيها أن ما يقصده من هذه «الحوادث» هو، قبل كل شيء، التوترات المحتملة المتعلقة بإبحار السفن في الخليج وخاصة عبر مضيق هرمز.
وذكر الوزير أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يسيطر على الساحل الإيراني من المضيق، ويتواصل مع السفن المبحرة عبره بشكل مباشر، لذا فإن غياب الاتصال الحيوي مع الجانب الأميركي في هذه المنطقة يمكن أن يؤدي إلى وقوع اشتباك بسهولة. وأضاف أن القلق بهذا الشأن ازداد مؤخرا على خلفية قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب الأميركية، ورد طهران بالمثل عبر إعلانها القيادة المركزية الأمريكية تنظيما «إرهابيا».
كما أعاد ظريف إلى الأذهان سابقة اعتقال السلطات الإيرانية لعدد من البحارة الأمريكيين في مياه الخليج، في يناير العام 2016، مؤكدا أن الحوادث المشابهة يمكن أن تتسبب هي الأخرى في وقوع اشتباك مباشر بين الدولتين، وأضاف أن الحوار بينه وبين نظيره الأمريكي في ذلك الوقت، جون كيري، سمح آنذاك، بالإفراج عن البحارة المحتجزين بسرعة وتجنيب خطر التصعيد العسكري بين الدولتين، الأمر الذي أصبح غير ممكن في ظل العلاقات الراهنة بين طهران وواشنطن.
أزمة نفسية
وفي تصريح ايراني مختلف قال رئيس مجلس الشورى بإيران علي لاريجاني إن «التصريحات المجاوزة للمنطق التي يطلقها المسؤولون الأميركيون ليس لها من نهاية ويبدو أنهم منهمكون في عمليات نفسية بدلا من ممارسة
السياسة».
وأضاف لاريجاني خلال كلمة له في بدء الجلسة المفتوحة لمجلس الشورى (البرلمان): «الكثير من الدول متورطة في قضايا كالاستقلال السياسي والاقتصادي، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأميركية تتجرأ أكثر من أي وقت مضى على هذه الدول».
ولفت رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى أن: «المسؤولين الأميركيين يسعون إلى خلق تشتيت وضياع عالمي من خلال التسبب في سلسلة مغامرات طويلة».
وبين لاريجاني أن الأميركيين يستهدفون الكرامة الوطنية للإيرانيين، مشددا على ضرورة السير على نهج الوطنية بقوة وشهامة، وتجنب كل ما من شأنه الإضرار ببنية وحدة المجتمع وهيكليته.
العلاقات مع اسرائيل
من جانب آخر من السياسة الاميركية في الشرق الاوسط أعلن المبعوث الأميركي الخاص لمراقبة «معاداة السامية»، إلان كار، أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في علاقاتها مع الدول «المعادية لإسرائيل».
ورفض كار تسمية أي دول أو قادة، أو تحديد الإجراءات التي ستتخذها الإدارة الأمريكية في هذا الشأن.
وصرح المبعوث الأمريكي من إسرائيل بأنه سيثير هذه المسألة في اللقاءات الثنائية التي سيقوم بها في كل أنحاء العالم، وسيجري محادثات صريحة في هذا الشأن «وراء الأبواب المغلقة».
وأضاف: «لا يمكنني الإعلان عن الأدوات الدبلوماسية التي سنستخدمها، إذ أننا سنخوض مع كل دولة مواجهة دبلوماسية خاصة بظروف مختلفة، وإذا أعلنت عن تحركاتنا المقبلة فإنها ستفقد فعاليتها حتما».
ويرى مراقبون، بحسب وكالة رويترز، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والجمهوريين يأملون أن يؤدي دعمهم لإسرائيل إلى جذب الناخبين اليهود في أميركا، بما في ذلك الساخطون على الأصوات المؤيدة للفلسطينيين داخل دوائر الحزب الديمقراطي.
شأن داخلي
من جانب آخر وفي شأن اميركي داخلي وصف نائب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2020، جو بايدن، الرئيس الحالي، دونالد ترامب، بأنه «مهرج».
وخلال اجتماع لجمع الأموال في كولومبيا في كارولينا الجنوبية، تعرض بايدن للانتقاد من جانب أحد مناصريه بسبب عدم رده على ترامب الذي نعت بايدن بـ»جو النائم».
وقال المناصر للمرشح الديمقراطي: «أريدكم أن تردوا، عندما يطلق عليكم لقب، يجب أن تعطوه لقبا في المقابل».
فأجاب بايدن: «هناك الكثير من الألقاب قد أحب أن أطلقها على هذا الرجل، يمكن أن تبدؤوا بلقب مهرج»، وأضاف: «ما لا أريده هو أن يجرني إلى ما يريد أن أفعله، إنه يريد أن تكون معركة مصارعة في الوحل» حسب تعبيره.
وأكد بايدن المحنك في السياسة الأميركية، أنه لن يتردد في الرد على هجمات ترامب، لكنه لا يريد أن يتمكن الرئيس من تحويل الانتباه عن المسائل المهمة.