نور نجاح عبد الله
مع الازدياد المطرد في أعداد السيارات، تزداد معاناة المواطن من شدة الزحامات المروريَّة، التي بلغت ذروتها مع بدء العام الدراسي في الجامعات والكليات، وقرب موعد دوام طلبة المدارس.
المواطن صلاح حسن هادي، تحدث لـ(الصباح) عن معاناته من أزمة المرور، قائلا: "إنه يستغرق يومياً عدة ساعات للتنقل بين محل سكنه وعمله، بسبب الاختناقات المروريَّة في معظم شوارع بغداد".
أزمة
ويشير إلى غياب الخطط لمعالجة هذه الظاهرة التي تحولت إلى أزمة كبيرة يعاني منها أغلب مستخدمي الطرق، وناشد الجهات المعنيَّة أنْ تولي هذا الموضوع أهميَّة وأولويَّة لما تسببه من معاناة، لا سيما مع قرب بدء العام الدراسي الذي يشهد زخماً مرورياً متزايداً في كل عام.
الأمر لا يختلف كثيراً مع التدريسي في كليَّة الإعلام بجامعة بغداد، الدكتور أنمار وحيد، الذي يشكو معاناته من أزمة الطرق، لا سيما خلال العام الدراسي.
ويقول لـ(الصباح): إنَّه "يسكن في منطقة تقع على مسافة بعيدة من مقر الجامعة، وخلال مدة الوصول يستنزف الكثير من طاقته، بسبب ما تشهده معظم شوارع بغداد من اختناقات".
ويشير الدكتور وحيد إلى أنَّه "بدأ حساباته مبكراً قبل بدء العام الدراسي من أجل ضمان وصوله إلى مقر العمل، والذي يضطره في أحيانٍ كثيرة إلى الخروج من المنزل في ساعة مبكرة، لتفادي وقت الذروة الذي يبدأ مع قرب موعد الدوام الرسمي صباحاً"، ويؤكد أهميَّة "أنْ تأخذ الجهات المعنيَّة هذه المشكلة على محمل الجد، من خلال إيجاد معالجات سريعة لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة من السيارات التي تزداد يوماً بعد آخر".
كما أشار الى أنَّ "مشاريع معالجة الاختناقات المروريَّة التي تنفذ حالياً لا ترتقي إلى حجم الأزمة، التي تتطلب عملاً متواصلاً ونتائج سريعة، وإنشاء طرقٍ ستراتيجيَّة تمتدُّ إلى أطراف بغداد، أسوة بالطرق الحلقيَّة التي تنفذ في أغلب البلدان".
يذكر أنَّ آخر إحصائيَّة لمديريَّة المرور العامة، تفيد بوجود ما يقارب الأربعة ملايين سيارة في بغداد وحدها، وهذا العدد يفوق القدرة الاستيعابيَّة لشوارع العاصمة بنحو عشرة أضعاف.
خططٌ مروريَّة
الاختناقات المتوقعة خلال الموسم الدراسي، دفعت مديريَّة المرور العامَّة إلى إعداد خططٍ للتقليل من آثار هذه الأزمة، وفقاً لمدير إعلام المرور العميد الدكتور زياد طارق.
ويوضح في حديثه لـ(الصباح) أنَّ "خطط المرور تتمثل بتكثيف الدوريات أمام المدارس والكليات والمعاهد، لتخفيف الزخم المروري، مع تشديد فرض العقوبات على المخالفين الذين يتسببون بالزخم المروري، ومنها الوقوف في الأماكن الممنوعة، والسير عكس الاتجاه، وعدم الامتثال لإشارة المرور وغيرها من المخالفات".
وأشار العميد طارق إلى وجود "تنسيقٍ مع الدوائر ذات العلاقة لإنشاء جسورٍ للمشاة في الشوارع المكتظة، وبالقرب من المدارس والكليات، كما تتضمن الخطة نصب مفارز، من رجال المرور، والدراجات والدوريات لتنظيم حركة المرور".
وبشأن المشاريع الستراتيجيَّة، أكد مدير إعلام المرور "أنها مُتابعة من قبل مدير المرور العام، بالتعاون والتنسيق مع دوائر أمانة بغداد والطرق والجسور".
مشاريع معالجة الاختناقات
ستة عشر مشروعاً، هي الحزمة الأولى التي أطلقتها الحكومة لمعالجة الاختناقات المروريَّة في بغداد. ويوضح مدير إعلام أمانة بغداد محمد الربيعي، تفاصيل هذه المشاريع ومدة إنجازها قائلاً: "إنَّ العمل مستمرٌ لتنفيذ هذه المشاريع التي من المؤمل أنْ تُسهمَ في معالجة جزءٍ كبيرٍ من مشكلة الزحامات المروريَّة في العاصمة"، مبيناً في حديثه لـ(الصباح) أنَّ "مشروع تطوير تقاطع ساحة النسور هو أحد المشاريع الستراتيجيَّة التي تتضمن إنشاء ثلاثة أنفاقٍ جديدة، فضلاً عن النفق القديم، وثلاثة مجسرات من شأنها معالجة مشكلة الزخم المروري الذي تعاني منه هذه المنطقة الحيويَّة".
ويشير الربيعي إلى أنَّ هذه الأعمال "تعدُّ من المشاريع الستراتيجيَّة، التي تشرف عليها الحكومة، بتنفيذ شركات عالميَّة عملاقة، وبالإحالة من وزارة الإعمار والإسكان وشراكة أمانة بغداد... كما تشمل المشاريع إقامة عددٍ من الطرق والمجسرات في عدة مناطق من بغداد، منها ربط مناطق شرقي بغداد بمركز المدينة، وطريق الزعفرانيَّة ومعسكر الرشيد، وساحة عدن في الكاظميَّة، ومشاريع أخرى تمَّ اختيارُها في المناطق التي تشهد زخماً مرورياً".
كما تتضمن المشاريع – والحديث للربيعي- "توسيع الشوارع وفتح طرقٍ جديدة، يتمُّ على مراحل، بدأت المرحلة الأولى منها قبل نحو ثلاثة أشهر، ومن المؤمل إنجاز جميع هذه المشاريع مع منتصف العام المقبل، والتي تسهمُ في حل (50 – 60) بالمئة من مشكلة الزحامات المروريَّة في بغداد".
ستون عقدة في بغداد
وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامَّة، كشفت النقاب عن وجود 60 عقدة في بغداد، بحاجة إلى معالجات للتخفيف من الزخم المروري.
وفي هذا الصدد يقول المتحدث باسم الوزارة المهندس نبيل الصفار إنَّ "المشاريع الـ(16) التي أطلقتها الحكومة، تمثل الأولويَّة في فك الاختناقات، وتمَّ توزيعها بواقع 11 مشروعاً في الرصافة، وخمسة مشاريع في جانب الكرخ"، ونوه إلى أنَّ "هذه المواقع تمَّ تحديدُها بالتنسيق مع مديريَّة المرور العامَّة، والجهات الأخرى ذات العلاقة".
وأكد الصفار لـ(الصباح) أنَّ "المواطن سيلحظ في قادم الأيام، استمرار زخم العمل في هذه المشاريع على مدار ساعات الليل والنهار، من أجل سرعة إنجازها، وفي وقتٍ قياسي".