نافع الناجي
تواصل وزارة الزراعة والجهات الساندة مساعيها لزيادة أعداد النخيل وتحسين إنتاجيَّة النخلة الواحدة والحفاظ على بعض الأصناف النادرة وزيادة غلتها من التمور، في الوقت الذي أقرّت فيه هيئة الرأي في الوزارة برنامجًا وطنيًا لتنمية النخيل وإكثار الفسائل النسيجيَّة في البلاد بميزانية ضخمة تبلغ نحو 11 مليار دينار.
22 مليون نخلة
ويشهد قطاع زراعة النخيل في العراق نهضة حقيقيَّة، فبحسب وزارة الزراعة تمت إضافة خمسة ملايين نخلة جديدة أسهمت
برفع أعداد النخيل في العراق لتصل الى نحو 22 مليوناً، بعدما تدنّت أعدادها الى أقل
من 10 ملايين نخلة في وقتٍ سابق، جعلت العراق يفقد مركزه المتقدم في
صدارة البلدان المنتجة والمصدرة للتمور في العالم.
وأكدت الوزارة استمرارها بمنح إجازات إنشاء بساتين النخيل شرط استخدام أساليب الري الحديثة لتقليل الضائعات وهدر المياه في وقت تشهد البلاد مشكلة جفاف شديدة وشح في المياه. ويبدو أنَّ الهدف المقبل للوزارة الوصول الى 25 مليون نخلة بحلول العام 2027.
تصدير التمور
الى ذلك لفت المهندس الزراعي علي حسين فرحان "شهد العراق خلال السنوات القليلة الماضية، تصدير كميات كبيرة من التمور الى مختلف دول العالم وما زالت كميات إضافية يجري تصديرها"، وأضاف "عودة العراق الى مكانته الطبيعيَّة تمثل هدفاً نسعى لتحقيقه، إذ أسهمت التوسّعات الأخيرة في زيادة صادرات العراق من التمور وتحقيق مردود اقتصادي كبير للبلد من خلال هذا النوع من المحاصيل".
وفي ظلِّ مساعي وزارة الزراعة لزيادة أعداد النخيل يأمل مختصّون أن تلزم الحكومة الفلاحين بالعمل وفق أساليب الري الحديثة للتقليل من الضائعات المائيَّة، في ظلِّ قلة الإطلاقات الواردة الى حوضي دجلة والفرات من دول المنبع.
مزرعة الصقور
وفي مدينة الديوانية تشخص مزرعة نخيل ضخمة هي مزرعة الصقور، التي تعدُّ إحدى مزارع النخيل النموذجيَّة في الفرات الأوسط، والتي تعتمد أسلوب الزراعة النسيجيَّة لزيادة الإنتاج وتقليل هدر المياه.
المزرعة المذكورة تمتدُّ على مساحةٍ تقدر بـ 150 دونماً، وتمَّ أنشاؤها في العام 2014 وهي حافلة بأنواعٍ عديدة وبعضها نادر من النخيل، لتشكل إضافة جديدة لقطاع إنتاج التمور العراقيَّة.
يقول صاحب المزرعة أبو معتز الصقري، إنَّ "تأسيس مزرعة الصقور كان بهدف جعلها من المزارع الأنموذجيَّة في العراق، وبأساليب وطرق عمل مثاليَّة وطرق ري حديثة تعتمد الري بالتنقيط". وعن أبرز أصناف التمور في المزرعة، أوضح "السلطاني، البرحي، الخلاص، المجهول، الصقعي، أم الدهين، الزاملي، البريم، الشويثي وأنواع أخرى".
ويضيف الصقري أنّه بصدد إنشاء معمل لتجفيف وتعليب التمور وتحضيرها للتصدير، فضلًا عن الشروع ببناء مخازن مبرّدة كبيرة لحفظ الكميات الضخمة المنتجة من مزرعته.
وناشد صاحب مزرعة الصقور الجهات المعنيَّة بتسهيل إجراءات التصدير وتيسير سبل الحصول على المعدات الزراعيَّة والإنتاجيَّة اللازمة لإنشاء مصانع تعليب التمور وإعفائها من الرسوم الجمركيَّة.
برنامج تأهيل وطني
الى ذلك أجازت هيئة الرأي بوزارة الزراعة، برنامجًا وطنيًّا لتنمية النخيل وإكثار الفسائل النسيجيَّة في محطات البلاد بميزانية ضخمة تبلغ نحو 11 مليار دينار.
وكشف معاون مدير عام دائرة البستنة، أحمد تالي عن كلفة البرنامج الذي قدمته الدائرة والبالغ نحو 11 مليار دينار، موضحًا "تشمل فقرات البرنامج استيراد 100 فسيلة نسيجيَّة، ومن ثمَّ زيادة العدد ليصل الى نصف مليون في غضون خمس سنوات".
وأردف تالي "إجمالي أعداد الفسائل سيصل الى 4 ملايين نخلة خلال 10 سنوات ليتم اعتمادها وتثبيتها على الخارطة الإحصائيَّة وزراعتها في المحطات، بغية زيادة أعداد الأصناف ذات الجودة العالية".
مصاعب وتحديات
ورغم حديث وزارة الزراعة عن انتعاش بساتين النخيل، إلّا أنَّ قطاع الزراعة اليوم يواجه تحديات كبيرة بسبب الجفاف وكثرة العواصف الترابيَّة التي أدت الى تصحّر كثير من المساحات الخضراء وانحسار ملايين الدونمات من الأراضي الزراعيَّة وتلف أعداد ليست بالقليلة من بساتين النخيل وفقًا لبيانات اتحاد الجمعيات الفلاحيَّة.
رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحيَّة في المثنى عوّاد عطشان الأعاجيبي، كشف عن إتلاف العديد من البساتين بسبب موجات الأتربة والعواصف الغباريَّة غير المسبوقة. وأضاف "تسبب الجفاف بإتلاف العديد من بساتين النخيل بصورة عامة مما أدى الى هلاكها، وكذلك العواصف
الترابيَّة غير المسبوقة والمناخ المتقلّب خلال هذه السنوات".