بغداد: الصباح
في تمام الساعة الخامسة من مساء، أمس الأول، قامت طائرة مسيرة بدخول الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا، وقصف مطار "عربت" في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أبطال جهاز مكافحة الإرهاب وإصابة ثلاثة آخرين.
ولقي هذا الاعتداء إدانة واستنكارا محليا ودوليا، إذ أعربت رئاسة الجمهورية عن رفضها لهذه الانتهاكات المتكررة من دون مسوغ عسكري أو أمني.
وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان، أن هذا أمرٌ يرفضه القانون الدولي ويتعارض مع مبادئ حسن الجوار، ونحن ندين بأشد العبارات هذه الاعتداءات المتكررة على مدن الإقليم الآمنة". وأضاف، "لقد عملت الحكومات العراقية المتتابعة منذ عام 2003 على إرسال رسائل طمأنة إلى دول الجوار والإقليم والعالم، أن العراق فتح أبوابه لدول وجدت في السوق العراقية المنفذ الأكبر لإنعاش اقتصادها وفي مقدمتها الجارة تركيا، أما أن يواجه هذا الانفتاح العراقي وحسن النية بهكذا ردود أفعال وبالطائرات المسيرة فهو أمر مرفوض ولن تسكت عنه الدولة العراقية".
وأشار: "لقد بادرنا اليوم إلى استدعاء الوزارات الأمنية العراقية المختصة للاستماع منها لتقرير مفصل، وكذلك سنجري اتصالات مكثفة مع المجتمع الدولي، فضلاً عن استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج موجهة إلى الرئاسة التركية". بدوره، أوضح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان، أن "هذا العدوان يشكل انتهاكا لسيادة العراق، وأمنه وسلامة أراضيه، ويمثل إخلالا وتهديدا للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وخرقا لأحكام القانون الدولي، وانتهاكا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة".
وأشار إلى أن "هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، وتهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه"، لافتا إلى أن العراق يحتفظ بحقه بوضع حد لهذه الخروقات.وأصدر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، بياناً بشأن الحادث الذي وقع في مطار عربت بمحافظة السليمانية، دعا فيه جميع الجهات المعنية إلى "إجراء تحقيق دقيق والكشف عن الحقائق بأسرع وقت".
وعدّ رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني العملية خرقاً فاضحاً لحدود الإقليم والعراق، وتأتي ضمن المؤامرات التي تستهدف تخريب أمن واستقرار إقليم كردستان ومنطقة السليمانية بشكل خاص.
وأشار الأمين العام لعصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، إلى أن "السيادة العراقية والدفاع عنها من الثوابت التي لا يُمكن التنازل عنها، أو حتى المجاملة فيها".
بدورها، أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) الهجوم، مشددة في بيان على ضرورة أن تتوقف الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية بشكل متكرر، داعية إلى "الحوار والدبلوماسية".