(سبع الدجيل) يستضيف ( الصباح)

ريبورتاج 2023/09/24
...

  عامر جليل إبراهيم  
  تصوير: صباح الامارة

قمر آخر من أقمار آل البيت عليهم السلام يضيء بقعة مباركة في العراق أرض الأنبياء والأوصياء والصالحين، ذلك القمر هو الهاشمي (سبع الدجيل) وتلك البقعة هي مرقده الشريف في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين.
(الصباح) سافرت إلى القضاء الذي يبعد عن الشارع العام الرابط بين بغداد – سامراء بمسافة 5كم وعن سامراء 44كم وعن بغداد 75كم وتشرفت بزيارة المرقد الشريف لتسليط الضوء على هذه الروضة الطاهرة لما له من أهمية على مستوى السياحة الدينية العراقية والتقت السيد الحاج عباس عبد علي حسين البلداوي الأمين الخاص للمزار:
من هو سبع الدجيل؟
يقول الحاج عباس عبد علي البلداوي: إنه العالم التقي السيد محمد بن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام اجمعين) والملقب بـ (سبع الدجيل)، وهو الابن الاكبر للإمام علي الهادي (ع) وأخوته الحسن العسكري وجعفر والحسين.

البداية والنهاية
يذكر الحاج البلداوي: ولد السيد محمد (ع) في قرية (صريا) القريبة من ضواحي المدينة المنورة، وهذه القرية أسسها الإمام موسى الكاظم (ع)، وكانت ولادته بحدود سنة 228 للهجرة في هذه المدينة، والتي ولد فيها أيضا الإمام الهادي (ع).
توفي السيد الجليل سنة (254هـ) ورُوي في سبب موته في المكان المعروف الآن وهي المنطقة المعروفة بالدجيل نسبة إلى نهر الدجيل المشهور، إنه كانت للإمام الهادي صدقات ووقوف من ضياعٍ وأراضٍ بمقربة من بلد وكان الذي يتولى أمرها ابنه ابو جعفر محمد وفي إحدى زياراته للنظر في شؤونها فاجأه المرض واشتد به الحال فمات.
ابو الشارات
يقول الحاج عباس البلداوي: السيد محمد له العديد من الألقاب والكنى: يكنى بأبي جعفر، أبي جاسم، وأبي الشارات، وأبي البرهان، وسبع الدجيل، وباب الحوائج، وحامي الجار.
يعود الأمين الخاص الحاج عباس ويضيف: مساحة المزار الكلية هي 57 دونماً مسجلة باسم ديوان الوقف الشيعي الامانة العامة للمزارات، المرقد 8 دونمات وعشرة تحيطه بسور يبلغ ارتفاعه 8 أمتار وطوله 300 متر وعرضه 200 متر، ويقع على أرض مربعة الشكل، طول كل ضلع من أضلاعه 150متراً، والصحن فناء كبير له أربعة أبواب رئيسة، وهي: باب القبلة، وباب الحمد، وباب المراد، وباب البريّة.
وفي الصحن ست طارمات رئيسة واسعة و14غرفة، وصالة للاستقبال أُعدّت للوفود وكبار الشخصيات والوجهاء، تحتوي على مكتبة صغيرة، وزُيّنت جدران الصحن بالكاشي القاشاني، وفيه أواوين وطرامي وغرف للسدنة.

سورة الدهر
أمّا الرواق الذي تتوسطه الباب الذهبية للدخول، فكُتب عليها الحديث النبوي الشريف: (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)، وتزينت جدرانه بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، تعلو المرقد قبة كبيرة مزيّنة من داخلها بالفسيفساء، مدونة عليها أسماء الأئمة المعصومين محيطها يبلغ 50 متراً وترتفع عن الأرض بنحو 24م.
والرواق بناية تقع بين الإيوان والحضرة، لها جناحان، وسقف الرواق ذو القباب الثلاث المكسوّة بقطع مِن المرايا المصنوعة بشكلٍ هندسيّ رائع.
ويرتكز الإيوان على ثمانية أعمدة متساوية في الطول لا يختلف بينها سوى عمودين يقعان في الوسط، يزيدانِ ارتفاعاً عن بقيّة الأعمدة، وهما العمودان المتقابلان لباب القبلة، وتنتهي جميع الأعمدة بتيجان متساوية الحجوم متشابهة الشكل، مزيّنة ببروزات حلزونيّة، يتوسط هذه الأعمدةَ بابُ الحضرة الذهبيّة المقابلة لبناية الكليداريّة الكائنة في واجهة سور الحصن، كما ويتّصل الإيوان بالرواق الأمامي بواسطة الباب الرئيس الذي يدخل منه الزائرون إلى الحضرة.
تحيط بشبّاك الضريح الشريف، فسحة مساحتها 100 متر مربع، ولها رواقان وقد زُيّنت جدرانها بالآيات، والقبر الشريف يتوسط الروضة حيث يعلوه صندوق ذهبي في غاية الدقة والجمال نُقشت عليه سورة الدهر، وأسماء المعصومين عليهم السّلام، وتعلوه ثريّا ضخمة.
أمّا الصندوق الذي يحيط بالضريح والقبر، فقد مرّت عليه حالات تغيير وتجديد حدثت على مدى الأزمنة، فقد كان مصنوعاً من الخشب ثمّ أُبدل بمادّة البرنج ثمّ النحاس، ثمّ أُبدل بمادة الفضّة ومنها إلى الشبّاك الذهبي الحالي.
وللضريح شباك يرتكز على قاعدة مستطيلة من المرمر بارتفاع 30 سنتمتراً، يتّصل به مشبّك مصنوع من مادّة الفضّة، ويمتدّ بمقدار 180 سنتمتراً، ثمّ يتّصل بمادّة الذهب المكمّل لهيكل الصندوق المشبّك.

تذهيب القبة
وتحيط بالصندوق من جهته العليا أحزمة بارزة من الذهب الخالص فيها تشكيلات زخرفيّة وآيات قرآنية كُتبتْ بشكلٍ فنّي وهندسي، ثمّ يأتي شكل هندسي بيضوي رُسِم بالمينا بزخرفٍ جميل يضمّ اسماً من أسماء الله الحسنى.
وإلى جانب القبة مئذنة طولها40 متراً شيدت في سنة 1955م، وأخرى شيدت في سنة 1977 وتقع بالجهة الاخرى من القبة.
ويضيف الحاج عباس: نعمل الآن على تذهيب القبة بعد اكتمال أعمال مسقف ايواء الزائرين في الجهة الشرقية وقريبا جدا إن شاء الله ستكتمل أعمال الصرف الصحي والكهرباء والكيبل الضوئي وكاميرات المراقبة ومنظومة الحريق ومياه شرب
اما عن المشاريع قيد التنفيذ والمستقبلية فحدثنا المهندس حسن داود ابراهيم حيث قال: نحن على وشك تنفيذ إعادة تأهيل أرضية الصحن من الجهة الغربية وتأهيل أرضية الأواوين الشمالية ومن ثم توسعة الأواوين من الجهة الشرقية، إعادة تأهيل الحرم الشرقي داخل الحضرة المطهرة، انهاءات الحرم من الخارج، تذهيب القبة الشريفة، اما مشاريعنا المستقبلية فسوف نمضي بإعادة تأهيل أواوين الجهة الجنوبية لباب القبلة وإعادة تأهيل الطارمة الجنوبية للحضرة المطهرة، وتوسعة الصحن بين الحرم والأواوين من الداخل للجهة الشمالية، تأهيل المرحلة الثانية من كراج الزائرين واكسائه بالأسفلت، انشاء سقاخانة لمياه الشرب داخل الصحن الشريف من الجهة الشرقية.

النشاطات
اما عن النشاطات التي تقام في المزار الشريف فحدثنا مسؤول الإعلام والعلاقات في المزار الشريف سلام حمودي الربيعي حيث قال: تقام نشاطات ثقافية وقرآنية متنوعة على مدار السنة، ومن ضمنها تعليم تلاوة القرآن ودورات تقوية للمدارس القريبة من المزار، وجميع الانشطة، واما عن الضيوف والزائرين الذي يتولى هو بنفسه انسيابية الدخول يؤكد نحن خدام المرقد ومن واجبنا تنظيم دخول وخروج الزائرين والحفاظ على سلامتهم، زوارنا هم من داخل العراق وخارجه بل من  كل بقاع العالم والسيد محمد بن الإمام علي الهادي (ع) معروف ويقصده الزائرون من ارجاء المعمورة.

مراحل البناء
أما مراحل الإعمار التي مر بها المرقد وغيرها من الأمور يعود فيحدثنا السيد الحاج عباس عبد علي البلداوي: أنها بدأت منذ زمن بعيد العمارة الاولى في زمن عضد الدولة البويهي سنة 372 للهجرة وكانت بسيطة جدا وبعدها في سنة 914 للهجرة بعد تعمير مرقدي العسكريين قام بالعمارة الشاه اسماعيل الصفوي، اما الثالثة كان الميرزا محمد رفيع الخرساني سنة 1198 للهجرة بأمر الامير احمد خان الدنبلي وهناك عمارة رابعة وخامسة وسادسة وسابعة إلى أن نصل إلى العمارة الحادية عشرة، وهذا البناء الحديث الموجود أمامكم بدأ العمل فيه من خدام المرقد ومن أهالي قضاء بلد ومن الكرماء والمتبرعين من اتباع مدرسة أهل البيت بدأ العمل في 1/1/1950م اكتملت الطارمة والاروقة في سنة 1954م وتم بناء المنارة الغربية في سنة 1955م وكانت منارة واحدة وكان المتبرع أحد المؤمنين ويدعى الحاج زيدان من أهالي بغداد، واكتمل بناء القبة الشريفة وتزجيجها بعد المنارة في سنة 1958م، اما الجانب الغربي من الصحن الشريف فقد اكتمل في سنة 1963م، اما الابواب من الداخل فقد صنعتها شركة الكوثر الايرانية وهي أحد عشر باباً من الذهب الخالص.
ويضيف الحاج الامين الخاص: بعد سنة 2003م او بعد سنة 2007م بعدما تأسست الأمانة الخاصة بدأنا بالعمل في التوسعة الخلفية للحضرة بمساحة 600م مربع.