حصاد الألعاب الآسيوية

الرياضة 2023/09/24
...

كاظم الطائي

منذ أن أعلن مذيع الأخبار بإذاعة بغداد في النشرة المسائية خبر فوز العراق بأول وسام ذهبي في تاريخ المشاركات القارِّية بالألعاب الآسيوية في العام 1974 في طهران والحديث عن نفائس الأوسمة يشغل المنتديات والمجالس مع كل إطلالة لرياضيينا في هذه المسابقة المتقدمة
أول وسام ذهبي للعراق كان عن طريق العدَّاء المعتزل ورئيس الاتحاد العراقي لألعاب القوى الحالي الدكتور طالب فيصل بركضة 400 متر موانع ولم يتكرر الحال في كل المشاركات اللاحقة سوى 7 مرات في مختلف الفعاليات في تلك الدورات على مدى 49 عاماً وغابت رياضتنا عن نسخ عديدة لأسباب متباينة بينها المنع اثر احتلال الكويت  
حصاد العراق من الأوسمة في الأسياد منذ أول مشاركة في العام 1974 بلغ 47 وساماً بينها 7 ذهبية و17 فضية و23 نحاسية وهذا رقم يحتاج إلى تعزيز وتطوير في ظل تحديات الرياضة القارية والعربية والعالمية  
أمس انطلقت فعاليات الدورة الحالية في الصين بمشاركة 32 رياضياً من العراق بألعاب القوى ورفع الأثقال والجودو والتجذيف والجوجتسو والكوراش والقوس والسهم والملاكمة والمبارزة والكراتيه والتايكواندو والكانوي  على أمل أن تزداد الغلة في الدورة الحالية وسط غياب فعاليات عديدة أبرزها كرة القدم والمصارعة واختزال منتخب رفع الأثقال إلى رباعين اثنين هما بطل العالم بوزن 96 كغم قاسم حسن عبد الحسن وسلوان جاسم بوزن 109 كيلو غرام
حسابياً يسعى رياضيونا لتعزيز رصيدهم من الأوسمة ويترقَّب الشارع الرياضي المنافسة بين اتحاداتنا لنيل الذهبية الثامنة
وكانت لعروس الألعاب الحصة الأكبر في حصاد الأمس بالدورات الآسيوية من خلال قدرات أبرز عدائي ألعاب القوى وهم د. طالب فيصل وزميله عباس لعيبي والدكتور حسن كاظم والفذ فالح ناجي وعدنان طعيس  الذين انتزعوا الأوسمة الذهبية عن جدارة واستحقاق ولم تبق سوى ميداليتين من مجموع الحصاد القاري عبر المنتخب الأولمبي بكرة القدم في أسياد نيودلهي 1982 وذهبية الرباع صفاء راشد
تراجع واضح لرياضة ألعاب القوى التي لم تحصد في آخر مشاركة لها في الدورة الآسيوية سوى ميداليات منوَّعة ليس بينها الذهب بعد أن كانت تتسيَّد المشهد الرياضي الدولي وترتقي منصات التتويج القارية والعربية برهاوة وتميز وعنفوان  
إضافات نوعية تحتاجها رياضتنا لتجديد الدماء وضخ المواهب ويمكن الاستفادة من تجربة أهل الكرة بالاعتماد على أسماء تعيش في الغربة ولاسيما في الألعاب الفردية لزجِّها مع المنتخبات بعد تمحيص وتدقيق وإجراء اختبارات فنية لهم وإدخالهم في معسكرات داخلية أو خارجية بما يضمن الاستفادة من تجربتهم لتحقيق ما تصبو له رياضتنا وعلى أقل تقدير لسنوات مقبلة وتوضع المناهج والخطط والبرامج لتطوير قابلياتهم وتحسين أرقامهم ورسم خطوات الغد بكل الوسائل تحت إشراف خبرات متقدمة قادرة على إيصالهم للهدف المطلوب الآني والمستقبلي
47 وساماً ملوناً لرياضتنا منذ أول مشاركة في العام 1974 لغاية نسخة الأسياد في العام 2018 وعدد ضئيل من الأوسمة الذهبية يحتاج إلى وقفة من قبل اتحاداتنا المعنية بالإنجاز لتغيير الصورة المعهودة وتداول أساليب فاعلة لبلوغ مراتب أفضل وإعادة مجد الأمس لبعض الألعاب التي تراجعت للخلف وقل أبطالها ومواهبها أليس كذلك؟