وجدان عبدالعزيز
هذه الصفحة التي نطل على القراء من خلالها قد اخذت على عاتقها ترسيخ مبادئ التسامح وقبول الاخر بهدف القضاء على الطائفية بكل انواعها وتنمية الوعي الوطني العراقي، ووفق مبادئ دستور 2005م، وبالتالي فان هذه النافذة استحقت التقدير من الاوساط الوطنية كافة، كونها اخذت بيد المصالحة الوطنية ومحاولة اثبات السلم المجتمعي، فالتسامح هو سلوك إنساني حضاري للعيش المشترك بين افراد المجتمع، حاملا مبدأ قبول الآخر، رغم اننا نحمل أفكارا لا تتفق مع أفكار الآخرين، كون الاختلاف تعبيرا عن طبيعة الحياة والمجتمع والكون، فالتسامح هو العيش السلمي مع اختلاف الآخرين، سواء في الدين، أم العرق، أم السياسة، ويعني ايضا عدم جواز إكراه الاخرين على التخلي عن آخريتهم، وكذا هو الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثقافي ولأشكال التعبير والصفات الإنسانية المختلفة، ومن نتائجه تلك المعاير الاجتماعية، كحرية التعبير وحرية الإبداع وحرية الامتلاك، واختيار نمط الحياة وأسلوب العيش المختلف، وقبول الآخر المتعدد المتنوع وتجاوز الكثير من الاختلافات في المعتقدات والأيدولوجيات والعرقيات، وهذا الامر يؤدي الى جمع التباين في المجتمع الإنساني المحتوي على عدد كبير من الأعراق والأجناس والأديان والمذاهب القوميات، التي تحمل قيماً ومعتقدات تؤدي إلى ثقافات مختلفة، فاذا ما ترسخت ثقافة التسامح وقبول الاخر، سيتجلى التوحد في أن كل أعضاء هذه الكيانات البشرية يشتركون في كونهم يسعون للعيش بكرامة وسلام وتحقيق طموحاتهم ومصالحهم، وبالتالي جعل الدالة الوطنية، أي ان مفهوم المواطنة لا يتكون الا عبر مجموعة مفاهيم منها: الحق، والمساواة، والعدالة، والحرية، فهي نقطة التلاقي والتوحد وخيمة التعايش السلمي بين افراد الوطن الواحد، بل تتخطى الى التعايش بين شعوب العالم جميعا، فإن احتكاك المجتمعات بعضها البعض وتشابك المصالح في ما بينها نتيجة لثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمواصلات، التي تجعل التسامح والتعايش السلمي والعيش المشترك حاجات ضرورية لتحقيق مصالح المجتمعات جميعها، فالتسامح هو الإقرار بأن البشر المختلفين بطبعهم في مظهرهم وأوضاعهم ولغاتهم وسلوكهم وقيمهم، لهم الحق في العيش بسلام، وأن تكون علاقاتهم قائمة على المحبة والمودة والتآلف... اذن التسامح مبدأ ديمقراطي يحمي وطنية الانسان وانسانيته في آنٍ واحد.