قال خبراء : إن الصين تولي أهمية كبرى لمصر، بسبب موقعها الجغرافي المتميز على خريطة طريق الحرير، كما إن بكين تنظر إلى القاهرة باعتبارها بوابة أفريقيا، وأعلنوا أن مبادرة الحزام والطريق تخدم قناة السويس، والاستثمار في مشروع مصر الطموح “محور تنمية قناة السويس”، الذي تهدف من ورائه إلى تنمية شبه جزيرة سيناء وإنشاء مجمعات صناعية ومناطق لوجستية.
ووفقًا لمساعد وزير الخارجية السابق السفير جمال بيومي، فإن مصر والصين ترتبطان بعلاقات تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، مشيرًا إلى أن الدولتين من أقدم الحضارات في العالم، كما إنهما في العصر الحديث ترتبطان بعلاقات دبلوماسية وسياسية قوية جدًا.
الترويج للاستثمارات
أضاف أن مشاركة الرئيس السيسي في مبادرة “الحزام والطريق” بدعوة من الرئيس الصيني، تؤكد مكانة مصر الدولية، مشيرًا إلى أن من أهم نتائج الزيارة هو دعم مصر اقتصاديًا على المستوى العالمي، والترويج للاستثمارات فيها عبر المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
وأوضح أن “طريق الحرير يعتبر من أقدم الطرق التجارية في العالم، وعملية إحيائه تصب في مصلحة قناة السويس، وتنمية محور قناة السويس، ويعظم من الاستفادة من المشروعات القومية في سيناء، ومنها الأنفاق أو قناة السويس الجديدة أو شبكة الطرق وغيرها من المشروعات”.
الاستثمارات الأجنبية
وأشار إلى أن “اللقاءات المباشرة التي عقدها الرئيس السيسي مع قادة وزعماء العالم على هامش مشاركته في بكين، تشكل قوة كبرى للسياسة والدبلوماسية المصرية في الخارج، فضلًا عن أنها تعطي فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتزيد من متانة وقوة العلاقات بين مصر وغيرها من الدول، ومنها روسيا على سبيل المثال”.
وقال الخبير في الشؤون الصينية، ورئيس القسم العربي في وكالة الأنباء الرسمية شينخوا، محمد مازن، إن “الرئيس السيسي يحظى باحترام وتقدير كبيرين في الصين، مشيرًا إلى أن هذا التقدير ينبع من قدرته على استعادة الأمن والاستقرار لبلده، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي خلال فترة وجيزة، والانطلاق بها اقتصاديا.
ستراتيجية شاملة
وأوضح أن “الصين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع مصر في ضوء اعتبارات عديدة، منها أن مصر شريك ستراتيجي مهم للصين، وتوجد اتفاقية شراكة ستراتيجية شاملة بين البلدين منذ عام 2014، عندما تولى الرئيس السيسي المسؤولية، ومنذ ذلك الحين والعلاقات تشهد تطورًا ملموسًا على المستويات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية كافة”.
وأشار إلى أن “الصين ترى أن مصر تعد نقطة محورية مهمة على مسار طريق الحرير ضمن مبادرة الحزام والطريق؛ وهو المشروع الاقتصادي الطموح الذي اقترحه الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 لربط قارات العالم القديم عبر شبكة التجارة والبنية التحتية”، لافتًا إلى أن “مصر تمتلك موقعًا جغرافيًا مميزًا، وقناة السويس هي الشريان الملاحي المهم الذي يربط بين الشرق
والغرب”.
الشركات الصينية
وذكر أن زيارة السيسي إلى بكين والمشاركة في مبادرة الحزام والطريق تسهم في تعزيز تواجد مصر على خريطة الاستثمارات الصينية، لاسيما رجال الأعمال والشركات الصينية التي ترى في مصر سوقًا جاذبة للاستثمارات بعد تحسن مناخ الاستثمار من ناحية والمزايا التي تتيحها السوق المصرية من إمكانية وصول منتجات الشركات الصينية إلى أسواق أخرى متعددة بدون رسوم جمركية أو رسوم أقل؛ حيث تملك مصر اتفاقيات تجارة حرة مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي وأفريقيا وأميركا اللاتينية مثل ساد والكوميسا وغيرها.