سمية عبد الحليم زهرة.. تناغم الأرض واللون

منصة 2023/10/01
...

   كاظـم السيد علي بهـيّــة 

 تتمتع التشكيليَّة سمية عبد الحليم زهرة ( يبرود ـ سوريا)، بحضور دائم في المشهد التشكيليَّ العربيّ، من خلال المشاركة الدائمة بأعمالها الفنية، فهي فنانة ناجحة حققت شهرة واسعة بين الفنانات التشكيليَّات وحصولها على جوائز، عن تلك المشاركات قالت الفنانة سمية: كانت لي مشاركات كثيرة بمعارض عالميَّة.

أرى نفسي بمكان لا بأس به على خارطة الفّن التشكيليَّ وبالوقت نفسه أسعى دوما نحو القمة، لقد أسهمت خلال مشواري بأعمال فنية زيتيَّة تنوعت بين الواقعيّة والانطباعية والرمزية، خضت فيها عدة  مسابقات ونلت على جوائز مهمة منها، جائزة جلجامش  للمبدعين  2020 ـ العراق، والجائزة  الثالثة  في  مسابقة  الفن  الامريكي   Word art Aword  2023، وجائزة الفوز  بمسابقة  إتحاد  القيصر  للآداب  والفنون  في  الأردن  2020. فضلا عن منحي (3 ) شهادات الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الدولية للفنون والإبداع في مصر، وجمعية نجم العربية الدوليَّة، والاكاديميّة الدوليَّة للسلام والحريات، ومن ثم حصولي على لقب "فنان العرب" من الإتحاد الدولي للفنانين التشكيليين العرب. 

وتحدثت التشكيلة سمية زهرة في حوار معها، عن كيفية احترافها لفن التشكيل: يمكنني القول أن صلتي بالفن، بدأت تتضح وتنكشف ارهاصاتها وبوادرها منذ حداثة سني وفي مرحلة مبكرة، فقد ترعرعت في منزل عربي قديم من المنازل العتيقة المحاطة بحدائق يشقها نهر من الماء العذب في مدينتي يبرود، وغالبا ما يكون الفنان في حقيقة الأمر وليد بيئته، كل ذلك عزّز لديّ الحس الجمالي والإبداعي والذائقة الفنية، فوجدتني مشدودة بشكل خاص نحو مجال الرسم منذ الصغر فكانت الألوان متعتي والأشكال وسيلتي في التعبير عما يخالج رغبتي وحاجتي في صناعة الجمال الكامن داخلي لتحويله إلى مشروع صورة. 

وأضافت: وحين بلغت المرحلة الجامعية كنت قد بدأت بخوض مرحلة متقدمة في مجال الفن التشكيلي، فانتهجت طريقة في الرسم تستند بشكل أوّلي على فن الفسيفساء باعتماد قشور البيض اشتغلت فيها على نمط فني يستند إلى واقعيَّة تصويرية تناولت فيها جماليات الطبيعة من طيور وغيرها، ثم انتقلت بعدها إلى تجربة الألوان الزيتية التي اكتشفت فيها جمالية وسحر الألوان العجينية، وبدأت أساليبي الفنية تتطور كلما طوّرت ونوّعت وسائط التشكيل الفني، فاحترفت العمل بالألوان الزيتية واحترفت رسم الاعمال الواقعية كذلك.

 عندما سألتها عن أهم المحاور التي تتناولها في لوحاته الفنية، أجابتني: الموضوعات التي اتناولها في أعمالي على وجه التحديد، اغلبها تنضوي في خانة المدرسة الواقعيَّة، لكوني انطلقت من خلال احتكاكي المباشر بالبيئة التي ترعرعت ونشأت فيها أي من خلال مناظر الطبيعة. ولايزال الاقرب إلى قلبي رسم الورود مع قطرات الندى. حيث سبق لي وانجزت أعمالا خاصة بدمشق مدينة الياسمين وأعمالا تعبيرية أخرى تتحدث عن واقعنا السوري الأليم وتعانق على الرغم من المأساة، ورسمت الطفولة والمرأة وتناولت مواضيع حيوية أخرى كالتعبير عن أهمية المطالعة.

 وعن تعدد الأساليب لديها ذكرت:  ربما يعود لكوني  في بحث مستمر عن أفكار وألوان جديدة واساليب جديدة وتجارب جديدة.

وعن نظرتها إلى تجربتها التشكيليَّة أكدت: أنظر اليها بحب الأم لأطفالها،فكل أعمالي الفنية هي بنات افكاري التي انجبتها من رحم الذاكرة والخيال الابداعي، ففي كل عمل فني تكمن لي داخله ذكريات كثيرة تتعلق بفترة زمنية عشتها في مرحلة ما، كلما نظرت اليها استرجع تلك الذكريات وانظر في مدى تطور مهاراتي وتحسنها خلال السنوات على الرغم من انني اعتبر نفسي لازلت في بداية الطريق واسعى دوما لتحقيق الافضل.

وعن مدى تأثرها بالفنانين الرواد الذين سبقوها تقول : أنا على اطلاع على جميع اعمال الفنانين الرواد بمدراسهم الفنية المختلفة من واقعية وانطباعية و تعبيريَّة ورمزيَّة وسرياليَّة وغيرها..كلما شاهدت اكثر كلما تكون لدي مخزون بصري أكبر.

وعن مقارنة المرأة التشكيليَّة بالرجل التشكيليَّ اليوم أوضحت أنَّ : المرأة مرهفة الاحساس والمشاعر تستطيع أن تعبر بعمق أكبر عن مشاعرها في اللوحة الفنية، والانثى بشكل عام لديها صبر اكبر من الرجل، لذلك المرأة التشكيليَّة قادرة على الغوص بتفاصيل اي عمل فني اكثر، الرجل التشكيلي منطقي أكثر وقادر على انجاز اعماله بسرعة اكبر وبشكل عام له جماليته والمرأة التشكيليَّة لها اسلوبها الخاص وجماليتها.

*وترى أن  الروحية في الفن التشكيلي: هو تعبير قائم على المعاني الواردة في مفردات وعناصر اللوحة الفنية والتي قد تتمثل جملة من المواضيع المتعددة التي تدرس أو تعالج جوانب روحية ما، على سبيل المثال كان الفن القديم مرتبط بالطقسية، أي بمعتقدات روحانيَّة معينة فكان الفن هو الملاذ الذي يعبر عن هذا الطقس او الطقوس، نجد لوحات الفن التشكيلي بأوروبا في العصر الوسيط وغيره، تلك التي تناولت مواضيع الكنيسة ومشاهد من الانجيل وغيرها من الروحانيات المقدسة.نجد كذلك جوانب من الروحانية حتى في نسق التشكيل الفني والابداعي العربي الاسلامي في تخوم مفرداته ونقوشه وهندسته. تتخذ الروحانية او الجوانب الروحية في العمل الفني تجليات عدة ومختلفة لا يمكن حصرها في نمط تصويري معين، قد تكمن الروحانية كذلك في جنس التشكيل التعبيري والرومانسي.

وتواصل سمية  حديثها قائلة: أما أنا فألمس هذه الروحانية من خلال علاقتي بالأرض بالوطن وكل ما يتعلق بصناعة تلك الذاكرة من صور، فرسمي للمشاهد الطبيعيَّة والخيول والمساجد وغيرها من المشاهد التي تعود بي إلى هذه العلاقة الروحية والرابطة المقدسة التي تصلني بذكريات الوطن والهوية والانتماء، تجعل عملي مفعما بهذه الروحية بل وكأنها توضع في كل جزئية داخله شكلا ولونا وتعبيرا.