بغداد: نوارة محمد
النصف البشري الأنثوي الذي لم يغب عن معرض بغداد الدولي للكتاب أرسل في هذه الدورة رسالة عدها مثقفين أن العراق بات ملتقى عربياً ودولياً لتبادل الثقافات. وحضور المرأة الفعّال كمبدعة أحد نجاحات معرض بغداد الدولي للكتاب، مما جعله يستقطب اهتمام الجمهور.
لكن التساؤل الذي يراود العديد من المهتمين هل فتح أبواب الشهُرة النسائية يدفع الأخريات إلى ولوج هذا العالم لاسيما مع التغير الاجتماعي الذي طرأ على المجتمعات العربية في هذا السياق قالت الشاعرة والكاتبة نور درويش المُشاركة في هذه الدورة كبائعة للحقائب وقارئة للشعر "المهرجانات قد لا تفتح باب الشهرة ولكنها تشجع على الابداع والابتكار وتحفز النساء الاخريات على المشاركة وعرض ابداعاتهن الشخصية، كما ويساعد على تقبل مجتمعاتنا الذكورية بامتياز لفكرة إبداع المرأة وتميزها خصوصًا إن السنوات الاخيرة كانت ملأى بترندات على شاكلة " مكانك المطبخ" لكن النساء وقفن بثبات واثبتن أنهن قادرات على التميز في شتى المجالات.
وتتابع " أرى أنه ومن الضروري تشجيع المشاركات النسائية في المعارض الكُتبية والفعاليات الثقافية والترفيهية ودعم جهودهن في هذه المجالات، فهذه قوى ناعمة من شأنها أن تعزز في النفوس حب الفن ونبذ العنف والتطرف والإرهاب باعتبار الفن والثقافة إحدى وسائل التغيير طويلة الأمد." معرض بغداد بدورته الرابعة والعشرين الذي استضاف عددا كبيرا من المثقفين والكتاب
العرب تميز بحضور جماهيري كبير، وهو يجمع بين الأوساط الثقافيَّة وجماهير العامة.
وعن ذلك تتحدث درويش التي ولدت ببغداد وحصلت على بكالوريوس في اللغة العربية: "لم يكن غريبا حضور المرأة في معرض بغداد بهذه الكثافة في سابق السنوات، وهذا يؤكد قيمته وإصراره على أن النشاطات الكُتبية تّصر على إبقاء المشهد الثقافي حّيا وفّعالاً لاسيما في ظل مواكبة الحداثة".
إلى ذلك تبين درويش: "في كل عام تزداد اعداد المشاركات بمعرض الكتاب وهذا شيء يدعو للفرح أنّ المرأة أخيرا تجد مكانة لها في عالم النشر في العراق هذا القطاع الذي ظل لوقت طويل ولا يزال حكرا على الرجال الامر غير مقصود من الطرفين ولكن تطلعات المرأة
وتوسع مداركها الذي ساد مؤخرا يشجع على المغامرة في هذا المجال و لما لا قد نجد في الفترات القادمة دار نشر نسوية وكل هذا يصب بمصلحة الوعي الجمعي للنساء في العراق، هذا العام اجد مشاركة متنوعة من خلال دور النشر أولا وكذلك الاجنحة المختصة بالأعمال اليدوية والفنية واتمنى أن تزيد هذه الاجنحة في الاعوام القادمة ويصبح عمل المرأة شيئا من المسالمات والبديهي في أذهان
العامة ".
ومن جانبه تصف الكاتبة والروائية فرقان فؤاد معرض بغداد الدولي للكتاب قائلة "تُشكل المهرجانات الثقافية نقطة التقاء الكاتب بجمهوره وهي دعوة للمعرفة وامتزاج للهويات بين دول العالم العربي. والجدير بالفخر أن هذه المدينة الهائلة تّصر على جمع أصوات عديدة تمثل الثقافة العالميَّة من جهة والعربيَّة من جهة أخرى تضم أطيافاً عديدة من الثقافة العربيَّة وبشتى الفنون".
وتتابع "كل اضاءة ثقافية تضيء العراق هي ترسيخ للوحدة الوطنية وترسيخ للامتياز الثقافي الذي تمتلكه البلاد ومعارض الكتب الأدبية والمهرجانات الثقافيَّة والفنون جسدت هذا المفهوم بأجمل ما يكون لاسيما بعد أن شهدنا حالة التنظيم العالي التي امتاز بها والاسماء المشاركة من مثقفي وفناني الوطن العربي".