عشتار التي سمعت كل شيء

منصة 2023/10/01
...

  هناء العبودي


أقام منتدى المرأة الثقافيّ في بغداد مدينة الإبداع الأدبي اليونسكو اصبوحة حوارية بعنوان (عشتار التي سمعت كل شيء) ضيفت فيها الروائية سارة الصراف للحديث عن روايتها الصادرة عن دار الحكمة في لندن.

الجلسة التي أقيمت في قاعة ستي في بيت الحكمة وادارتها مديرة المنتدى الشاعرة ميادة المبارك تحدثت فيها سارة الصراف عن كتابتها لهذه الرواية، وانها بدأت الكتابة بها عام 2008 عندما كانت تعاني من الوحدة وتحت ضغط نفسي بعد استشهاد والدتها عام 2003، لذلك لجأت إلى الكتابة خصوصا في شخصيات قريبة من الواقع في البيوت البغدادية القديمة مثل شخصية (الجدة) الطيبة الحنونة والغريبة من الأم، وشخصية (عمة فطيم) والتي هي ربيبة المنزل وهي بمثابة ابنة البيت النادر وجودها في هذا الزمن والتي تمثل الحب الراقي، وعلاقات الجيران الحميمة، وهكذا بدأت سارة الصراف وشرعت في كتابة روايتها ( عشتار التي سمعت كل شيء) واستحضار شخصيات، فالشخصيات هي التي تكتب رواياتها على حد قولها.

وعن تجربتها في العمل الصحفي تحدثت قالت بأنّه جانب مهم في مسيرتها الإعلامية داخل قناة العراقية وتتلمذها على أيدي صحفيين مخضرمين مما جعلها تكتسب مهارات جديدة في صقل موهبتها وتنكري قدراتها في الكتابة وانه أضاف لها إتقان اللغة بشكل أفضل بلغة عربية صحيحة وسليمة. وأشارت بأن العمل الصحفي  قبل عام 2003 كان مختلفا عما هو الآن لأن الصحفيين كانوا مجبرين على هذا التوجه ولم يكن العمل اختياريا كما هو الان.  وأن الموضوع أصبح عشوائيا وذلك بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والموبايل الذي يعتبر بمثابة منصة والرقابة على ذلك أصبحت صعبة.

وأشارت إلى أنها تنتمي إلى جيل يحب القراءة وهي من المحظوظين في ذلك خصوصا أن جدها كان يمتلك مكتبة عريقة في منزله. 

وفي معرض حديثها عن الأحداث والتواريخ فهي معروفة بانها تذكر الأحداث مع تواريخها مثل الحرب العراقية الإيرانية وما تمخض من أحداث إنسانية مأساوية وكارثية من ناحية انعدام الاستقرار الامني والنفسي في تلك الفترة من تاريخ العراق، وقد استغرقت كتابة الرواية 14 عاما قبل أن تبصر النور.

وجدير بالذكر أن القارئ العراقي والعربي بشكل عام سوف يعيش تفاصيل الرواية تصوير حياة الشخصيات بطريقة تلامس الواقع والاحاسيس مؤكدة في الوقت ذاته بأن حكاياتها نسجت بلغة جميلة استعملت فيها بعض المفردات الشعبية جذبت فيها القراء وحركت مشاعرهم وبعثت فيهم مشاعر الحنين والشوق للعيش في بلد جميل يمثل اقدم واعرق حضارات العالم.

وأيضا تحدثت الصراف عن بعض الشخصيات الأساسية في الرواية مثل ( عشتار) وهي شخصية محورية في الرواية تغوص بعمق في مشاعر المرأة وتعيش في ظل ظروف الحرب والحب عبر مراحل الطفولة مرورا بفترة المراهقة وصولا إلى حالة الزواج وتأسيس العائلة. 

ومن العوامل المهمة التي ساعدتها في كتابة الرواية مكتبة جدها احمد نسيم سوسة فقد احتوت بين رفوفها كتبا متنوعة ساعدها في إيقاظ ملكة القراءة.

واخيرا نوهت الصراف عن فخرها في ولادة رواية نسائية جديدة تبرز دور المرأة العراقية ومكانتها على اعتبار أنها امرأة قوية مقاومة تحب الحياة ومتوسطة بالأمل بالرغم من كل الظروف.وقد حضر الأصبوحة جمهور كبير من رواد المدينة الابداعية من كتاب واكاديميين ونقاد اثروا الأصبوحة بمداخلاتهم القيمة.