طهران: الجيش الأميركي لا يرغب في اختبار قدرات قواتنا
قضايا عربية ودولية
2019/05/07
+A
-A
طهران/وكالات
على اثر ارسال الولايات المتحدة حاملة طائراتها الى مياه الخليج تحسبا لأي احتكاك عسكري مرتقب، تناولت وسائل الاعلام العالمية تقارير تفيد بمخاطر تحيط القوات الاميركية المتواجدة في الشرق الاوسط، ومخاوف من استهدافها من قبل القوات الايرانية، مما يضع مقايسس بدء حرب مقبلة على مستوى مرتفع خاصة، الا ان الطرفين الاميركي والايراني يستبعدان ذلك، اذ صرح وزير الخارجية الاميركي بومبيو ان بلاده تستبعد الحرب مع النظام الايراني لكنها على استعداد للرد على تحرك يمس قواتها، في المقابل قال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي: ان "الفشل المستمر لاميركا في مواجهة الأزمات الاقليمية جعل من المستبعد أن يكون لدى قادة الجيش الأميركي الرغبة لاختبار قدرات القوات المسلحة الإيرانية المثبتة".
وشدد خسروي على اعتبار التهديدات التي تعنونها إيران بجدية، موضحا أنه في البداية من الممكن أن لا تكون هذه التهديدات برية لكن القوات البرية يجب أن تكون على أهبة الاستعداد، مشيرا الى ان قوات الجيش الايراني تجري عمليات مراقبة مكثفة لحاملة الطائرات الأميركية، بعد اكتشاف دخولها البحر المتوسط قبل 21 يوما.
ووصف خسروي هذه الخطوة من جانب واشنطن بأنها "استخدام غير متقن لأدوات بالية من أجل التسبب بحرب نفسية ضد إيران"، وفقا لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
تصريح أميركي
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد صرح بأن الولايات المتحدة رصدت نشاطات إيرانية تشير إلى "تصعيد" محتمل من قبل طهران.
وفي تصريح صحفي أدلى به بومبيو في مدينة روفانييمي الفنلندية، حيث يشارك في أعمال "مجلس المنطقة القطبية الشمالية"، قال الوزير الأميركي: "لقد أوصلتنا متابعة النشاط (الإيراني) إلى الاعتقاد بأن هناك تصعيدا يمكن أن يحدث، لذا فنحن نتخذ كل الإجراءات المناسبة، سواء من الناحية الأمنية، أو من حيث التأكيد على أن الرئيس (دونالد ترامب) يمتلك طيفا واسعا من الخيارات في حال حدوث شيء ما في الوقت الحالي".
وأضاف المسؤول الأمني الأميركي أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعداد تام للرد على أي هجوم، سواء تم شنه بالوكالة أو من جانب الحرس الثوري أو من القوات النظامية الإيرانية" على حد تعبيره.
وأشار بولتون إلى أن قرار إرسال القوة الضاربة إلى المنطقة جاء "ردا على عدد من المؤشرات والتحذيرات المقلقة والتصاعدية"، غير أنه لم يوضح سبب اتخاذه في هذا التوقيت بالذات.
معلومات استخباراتية
وفي سياق التحركات الاميركية الايرانية والتهديدات المتبادلة كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن الاستخبارات الأميركية حصلت على معلومات تشير إلى وجود خطط إيرانية لشن هجمات على القوات الأميركية المرابطة في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الاستخبارات الأميركية كشفت عن أن إيران "كانت تخطط لضرب اماكن تواجد القوات الأميركية، ومن الممكن في سوريا، وتنظيم هجمات في خليج باب المندب بالقرب من اليمن باستخدام القوات التي تشرف عليها، وكذلك في الخليج العربي باستخدام الطائرات المسيرة المسلحة".
وأكدت أن الخطر يأتي من جانب إيران برا وبحرا، بحسب التقرير.
وأشارت المصادر إلى أنها "أصيبت بدهشة بخصوص الخطط الإيرانية التي يورد اسم الولايات المتحدة فيها كهدف محتمل" بحسب الصحيفة.
مشيرة الى انه أنه ليس من الواضح فيما إذا كان الحديث في المعلومات الاستخباراتية هذه يدور عن خطط إيرانية حتمية أو خطط مرهون تنفيذها بمستوى حدة التوتر في العلاقات بين الدولتين.
وتشير معلومات المصادر العسكرية إلى أن رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيت ماكينزي طالب بتزويده بالمزيد من الوحدات العسكرية بعد الحصول على المعلومات الاستخباراتية حول الخطر المنطلق من جانب إيران.
استئناف النووي
في الوقت نفسه ذكرت وسائل الاعلام الايرانية أن طهران سوف تستأنف برنامجها النووي المتوقف ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لكنها لن تنسحب من الاتفاق.
ونقلت هيئة الإذاعة عن مصدر مقرب من لجنة رسمية تشرف على الاتفاق النووي القول: إن الرئيس حسن روحاني سيعلن أن إيران ستقلص بعضا من تعهداتها "البسيطة والعامة" بموجب الاتفاق في الثامن من آيار الموافق اليوم الاربعاء أي بعد عام بالتمام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق، بحسب رويترز.
وفي سياق الحديث عن الاتفاق النووي أفادت وزارة الخارجية الروسية، بأن وزير الخارجية سيرغي لافروف، سيبحث خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد طريف، اليوم الاربعاء في موسكو، عددا من الموضوعات، من بينها سوريا والاتفاق النووي الإيراني.
وجاء في بيان الخارجية: "من المقرر خلال المحادثات، مناقشة الوضع الحالي للعلاقات متعددة الجوانب بين روسيا وإيران، والخطوات الملموسة لمواصلة تقدمهما. كما من المقرر "ضبط المواقف" حول الموضوعات الرئيسة على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، بما في ذلك التسوية السورية، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتفاق النووي الإيراني وفنزويلا".
إغلاق مضيق هرمز
ومع تسارع الاحداث وتقارب حدود التماس بين القوات الاميركية والايرانية في مياه الخليج تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها عما يمكن أن يحصل إذا نفذت إيران تهديداتها، وأغلقت مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية.
وأقرت الصحيفة في مقالة تحدثت فيها عن التحذير الأميركي "من قوة لا هوادة فيها" ضد إيران، بأن طهران من الناحية النظرية يمكن أن تحاول إغلاق مضيق هرمز الرابط بين الخليج "الفارسي" وخليج عمان، وذلك من خلال نشر سفنها الحربية أو زراعة ألغام سيستلزم نزعها شهورا.
ولفت التقرير إلى أن عرض الطريق الملاحي في أضيق نقطة بمضيق هرمز ميلان فقط، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجيش الأميركي لديه مواطئ قدم واسعة في المنطقة، بما في ذلك مقر الأسطول الخامس في البحرين.
وسجلت الصحيفة الأميركية أنه إذا تعذر استعمال هذا الطريق الملاحي، فستنخفض إمدادات العالم من شحنات النفط المصدرة فجأة بنحو 30 بالمئة وفق خبراء، فيما ستنخفض إمدادات النفط الإجمالية بنحو 20 بالمئة، وفق تقديرات جمعت قبل سريان العقوبات الأميركية الأخيرة على صادرات النفط الإيراني.
وأشار التقرير إلى احتمال أن يتم تحويل مسار بعض شحنات النفط ونقلها عبر خطوط أنابيب تمت توسعتها على خلفية المخاوف من وقوع صدام بين الغرب وإيران، لكن قدرات الأنابيب الاستيعابية تبقى محدودة وهي أكثر تكلفة.
وتبعا لذلك، رأت الصحيفة أن أسعار النفط سترتفع على الفور، وسيفقد مصدرو النفط من العرب إمكانية الوصول إلى الأسواق بطريقة شبه كلية.
وبما أن مثل هذه الخطوة ستكون لها تداعيات اقتصادية على المستوى الدولي، فلم يستبعد التقرير أن تقوم الولايات المتحدة وأعداء آخرون لإيران بعمل عسكري.
ولفت التقرير في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة لن تكون الدولة الوحيدة المهتمة بحل النزاع في أسرع وقت ممكن، ويرجع ذلك إلى أن القسم الأكبر من الإمدادات النفطية في المنطقة يذهب إلى الأسواق الآسيوية وخاصة اليابان والهند والصين بحسب رأي الصحيفة.