{ايشان الثقافيَّة} تحتفي برواد التراث الشعبيّ

ثقافة شعبية 2023/10/05
...

 بغداد: نوارة محمد 

نادرا ما يتوافق المكان مع الروح الكامنة في الشخص الذي يسكنه، لكن مؤسسة ايشان للثقافة الشعبيَّة تبدو ملتصقة بالجوهر مع رئيسها الدكتور علي حداد الذي أختار في هذه المؤسسة أن يجسد التراث الشعبيّ بأدبه وفولكلوره فهو ذاكرة عميقة تتصل بالجذور الحضارية العليا للإنسان العراقي. والتراث الشعبي بحسب الدكتور علي حداد هو ناقل وحافظ للوجدان الجمعي وهو تاريخ حياتي انساني مغمس بملح الأرض والحياة اليومية تحتفي هذه المؤسسة في جلسة أدارها الروائي خضير فليح الزيدي بالكاتب والناقد الدكتور محمد غازي الاخرس في حديث عن وجهوده المتميزة والخصيبة في قراءة التراث الشعبي العراقي  بحضور عدد من نخبة الأدباء والمهتمين بالدرس الثقافي الشعبي. وفي حديث عن مسيرة تواصله مع فنون التراث الشعبي في البيئة التي عاش فيها وتلقيه لكثير من أمثلته التي أندست ـ منذ الطفولة ـ في ذاكرته وظلت مناط استعادة في مراحل حياته اللاحقة، ليقف عندها ـ حين اكتملت مقوماته المعرفية ـ بقراءات حصيفة حملتها دراساته ومقالاته الوفيرة التي اتخذت منحى أنثروبولوجياً، والتي يندرج معظمها في القراءات الثقافية الرصينة لوقائع البيئة العراقية ومنجزها 

الشعبي.

إلى ذلك يرى الزيدي إن تجربة الأخرس التي تناولت طبائع الوقوف عند المادة الشعبية وكيفيات تداولها في بيئها وإعادة انتاجها في الدرس الثقافي والأدبي الراهن إلى جانب مسارات تجربة الباحث في هذا المجال.

" هُنالك الكثير من التساؤلات وتحليلات لكثير من تجليات الموروث العراقي الذي تتأصل مضامينه ذاهبة بعيداً في زمانية تداولها في البيئة العراقية، ومقيماً لها مقارنات مع سواها من أنماط التراث الإنساني ولاسيما العربي المجاور لها، نعم نحن بحاجة لجلسات ومداخلات متسعة وتقديم الكثير من الرؤى  لتقديم الموضوعات والأفكار التي قدمها الأستاذ الأخرس."

إيشان المؤسسة التي افتتحت بجهود شخصية عنيت بجمع الموروث الشعبي، وخبايا التراث العراقي، والتأصيل الثقافي بمختلف الهويات والأفكار. تندرج إيشان ضمن مؤسسات المجتمع المدني العراقي وتهدف إلى جمع وتوثيق الثقافة الشعبية ادبا وفنونا ومظاهر ثقافية اخرى تجربة فريدة من نوعها و علي حداد الباحث في مركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد، ومؤسس رابطة دراسات الثقافة الشعبية في إتحاد الأدباء والكتاب في العراق، عُين رئيس تحرير مجلة (المورد) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية منذ عام 2006 وحتى عام 2020 يرى أن العراق الذي انشأ أول مركز فولكلوري في ثمانينيات القرن الحادي والعشرين برئاسة لطفي الخوري وسكرتيره سعدي يوسف اسس فكرة إحياء ودراسة التراث الشعبي في الأدب والرقص والحرف التقليدية وتوثيق التراث بحكاياته وأمثاله وأغنياته بهدف حمايتها من الاندثار والاقتراب منها كلما مارست المسافات الزمنية دورها في تغيير البُنى الاجتماعية يبين " نحاول اليوم توثيق كل ما يتعلق بالتراث الشعبي العراقي وروادهُ وكُل ما كُتب منذ العشرينيات إلى يومنا هذا، عدا هذا و ذاك نحاول اليوم جمع ما كُتب وما نُشر في الصحف. ويحظى الغناء الريفي بالجهد الاكبر كونه يجمع الشعر والموسيقى على حد سواء، وهنالك نية بافتتاح دورات مجانية للشباب للتعريف بالتراث الشعبي وطبيعته وخصوصياته."

الثقافة الشعبية فردانية الشعوب، نعم إنها المرآة وهي تجسد الأجيال وأغنياته، حكمه وأمثاله الشعبية، أسرار لا يعلمها سوى من عاشها، الممارسات والطقوس والشعائر. إنها ثقافة المجتمع المسيطرة والتي لا تكاد أن تنفصل عن الذاكرة وجذور أصحابها. لكن السؤال الذي يرواد الكثيرين ممن عاشوا هذه الصراعات، إلى إي مدى تلاقي الثقافة الشعبية الاهتمام الذي يليق بها؟