مشكلتي أنَّني وسواسيٌّ لحد القرف، ضجرتُ من نفسي وضجرت مني أسرتي. فأنا أعرف أنني مصابٌ بوسواس النظافة، لدرجة أنَّني أغسل الصابونة بصابونة أخرى. أعرف أنَّ هذا غير معقولٍ وسخيف، لكنَّني لا أستطيع التخلص منه فساعدني أرجوك.
خالد - ديوانيَّة
- الأخ خالد،
الشيء الجيد فيك أنك تشخّصُ حالتكَ بشكلٍ صحيحٍ. فأنت تعرفُ أنَّكَ مصابٌ بوسواس النظافة، وتعرف أنَّه فعلٌ سخيف. والواقع أنَّ كثيرين مصابون بهذا الوسواس، فحالتك تشبهُ تماماً حالة الموسيقار محمد عبد الوهاب، فقد كان من شدة هوسه بالنظافة أنَّه يغسل الصابونة قبل استعمالها ويكثرُ من غسل يديه. ويذكر عنه الكاتب أنيس منصور أنَّ توفيق الحكيم كان يداعبه قائلاً: «سوف تتعذب كثيراً يا عبد الوهاب، فجهنم ليس فيها ماءٌ لغسل اليدين، والناس في الجنة ليسوا بحاجة لغسل أيديهم وأرجلهم.. هاها».
والحالة التي لديك تسمى (الوسواس القسري)، وفيها تسيطر على الفرد فكرة غير منطقيَّة تجبره على تنفيذها، ويصل به الأمر الى أنَّ تكرار الفعل (مثل غسل اليدين باستمرار) يكون أريح له من مقاومة الفكرة، لأنَّه إذا امتنع عن تنفيذها تظلُّ مثل المطرقة تدق برأسه الى أنْ ينفذها.
ولهذه الحالة أسبابٌ، منها أنْ تكون مكتسبة تعلمها الطفل من أمٍ وسواسيَّة أو أبٍ وسواسي، أو أنَّ الأم كانت تراجع به أكثر من طبيبٍ حين يصابُ بالزكام مثلاً، فتحول هذا الحرص الى وسواسٍ.
تحتاجُ هذه الحالة الى برنامجٍ علاجيٍ سلوكيٍ معرفيٍ مسنودٍ بعلاج دوائي، أحياناً. وعليه نرجو منك مراجعة اختصاصي بالعلاج السلوكي والمعرفي، وأنْ تتحلى بالصبر، فعلاجُ مثلِ هذهِ الحالات يتطلبُ وقتاً قد يستمر لأشهر.
مع تمنياتنا لك أنْ تكون مثل ملايين الناس، لا تحتاج الى غسل الصابونة بصابونة أخرى. ففي ذلك راحة لك وتوفيرُ صابونٍ لأمِّ البيت.