فرَّ حوت من نوع “بيلوغا”، يرجّح أنّه مدرّب على التجسس لصالح روسيا، ولجأ الى النرويج، وهو يرفض الابتعاد عن ميناء بلدة “تافجورد” الشمالية الصغيرة التي عثر عليه قربها، إذ أخذ يمارس ألاعيب وحيلاً بهلوانيّة لإمتاع الاهالي المحليين وكسب محبتهم.
تقول “لين ساثر”، وهي من بلدة “تافجورد” في حديث مع محطة “أن آر كي” التي فتحت باب الاستفتاء لاختيار اسم للحيوان: “من الواضح أنّه مستأنس ويحب البشر، فحين تناديه يأتي اليك”. عثر احد صيادي السمك النرويجيين على الحوت في البحر وكان يرتدي شبكة أحزمة ثبتت فيها قاعدة لتركيب كاميرا أو جهاز ما، وعلى الشبكة ختم يقول “معدات عائدة لسان بترسبرغ”.
هذا الحوت يلعب في الماء ويدور حول نفسه ويقفز سعيداً في الهواء، بعد ذلك يسبح مقترباً من الرصيف فاتحاً فمه كمن ينتظر أن يعطى سمكة او مكافأة. تقول ساثر: “إنها تجربة رائعة، ولكنها محزنة. من الواضح أن الحيوان مدرب على أداء مهام خاصة لأنه يستجيب حين تناديه، ويظهر بوضوح انه معتاد على جلب الاشياء التي ترمى اليه”.
أما الصياد “تور غولنغ” فيقول إن الحوت بقي يتبع زورقه طيلة ساعة حتى وصل البلدة مثلما يتبع الكلب المطيع صاحبه، والحيوان البري لا يفعل هذا ولا يخرج رأسه من الماء ويسمح لك بالربت على انفه مثلما يفعل هذا الحوت.
الاعتقاد الاولي هو ان الحوت قد أفلت من منشأة عسكرية روسية، ولا يستبعد “أودون ريكاردسون” من جامعة ترومسو في النرويج، أن تكون للقاعدة البحرية الروسية في مورمانسك علاقة بالموضوع.
أما وزارة الدفاع الروسية فقد انكرت ان لديها برنامجاً خاصاً بتدريب الحيوانات البحرية كما ان وكالة الامن الخاص النرويجية، التي تفحص شبكة الاحزمة، لم تنته بعد من تحقيقاتها لمعرفة من اين جاء الحوت.
ثمة فرضية اخرى تقول انه ربما جاء من متنزه للحيوانات البحرية في مدينة سان بترسبرغ بولاية فلوريداً، ولكنها فرضية ضعيفة للغاية
يختتم ريكاردسون قائلاً: “نحن ننوي الاستمرار في متابعته وعدم التخلي عنه لأننا اصبحنا مسؤولين عنه”.
* جون هنلي/عن صحيفة الغارديان
