بغداد: نوارة محمد
يعزو متخصصون أسباب نقص مناهج الكتب المدرسية إلى غياب الخطط المنهجية الخاصة بطباعة الكتب والمناهج الدراسية، ويرى أخرون أن التغيير الذي تشهده المناهج الدراسية بين الحين والآخر سبب اخر، وبهذا الشأن تبين مديرة إعدادية الثورة العربية للبنات وسيلة سهيل أن “غياب الاهتمام المؤسساتي بالإعداد والاحصائيات الرسمية الدقيقة يجعلنا أمام مشكلة كبيرة في نقص الكتب، وبالتالي نحاول ايجاد حلول وقتية من بينها استخدم الكتب القديمة والتنسيق مع بعض المدارس التي تحصل على عدد أكبر من الكتب المنهجية ونحاول أيضا توزيع هذه الكتب بين الطلبة من متوسطي الحال لان الكثير من أولياء الأمور يلجؤون لشراء بعض منها أو استبدلها بالملازم المنهجية لكنها لا تتعدى كونها حلول ترقيعية”.
ومن جانبه يؤكد نقيب المعلمين عباس السوداني أن “مشكلات وزارة التربية ترتبط بالوضع العام المتصدع سياسيا واجتماعيا وبسبب اختلاف السياسات التي تؤدي بدورها إلى عدم استقرار وزارة التربية كما يجب ان تكون، وقد بدأت هذه الفوضى من اكتظاظ الصفوف، وعدم استيعاب مخرجات العملية التربوية وغلق الافاق، بالإضافة إلى عدم توفر الظروف البيئية المحيطة المناسبة لتفادي الوقوع بالأخطاء التي تؤثر سلبا على الاجراءات التربوية وتقف بوجه الخطط المنهجية ومنها الكشف عن أعداد الطلاب واحصائيات الكتب والمناهج التي تحتاجها الادارة المدرسية والمديريات بحسب خطط عملية دقيقة”.
ويضيف أن “هناك انهيارات في سياسات الادارة التربوية برمتها وخلل في إدارة المهام وتوزيعها، لاسيما أن مدراء المدارس منشغلين بتنفيذ مهام خدمية وبحثية في الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية التي تسبق بداية العام الدراسي الجديد، هنالك أزمة بحاجة لتفكيك عقدتها.
نحن بحاجة لجهود حثيثة لحل مشكلات وزارة التربية.»
اما الباحث والاكاديمي حميد جحجيج وهو مدير مدرسة الحلة الابتدائية يرى أن نقص المناهج بنسبة 10 بالمئة، لكنه يشير إلى أزمة أخرى وهي الفجوة بين التلاميذ وأساتذتهم التي لا تدرك الجهات المعنية مدى خطورتها، ويذهب إلى القول “أجد نفسي أمام مسؤولية كبيرة وبذل جهودا أكبر في محاولة لعدم شعور التلاميذ بخيبة أمل، لاسيما إننا نواجه الجيل الذي يواكب زمن التواصل والاتصال وهو مرتبط بحركة العالم الاعلامية والمعرفية وهذه فجوة كبيرة ما بين التلاميذ ومعلميهم بسبب التفاوت في الارتباط ومواكبة العالم هذا الجيل متقدم تكنلوجيا على معلميهم وهذه مشكلة أخرى تضاف إلى نقص المناهج التعليمية وهي بنسب متفاوتة بين المدارس، شخصيا لا مشكلة لّدي معها لاسيما إن الكتب توفرت بنسبة 90 بالمئة.
وهذه نسب بسيطة مع بداية العام الدراسي الجديد. من جهته قال مدير المطبعة المركزية محمود جاسب، إن “مهمة المطابع تنفيذية، وزارة التربية تضع اعداد واحصائيات الكتب ونحن نمارس دورنا في تنفيذ هذه المهام بالوقت المحدد”.