ريام الحاج: لوحاتي تقدّم عالمًا يضجُّ بالتناقضات والصراعات

منصة 2023/10/15
...

  كاظـم السيد علي بهـيـّـة


إحدى وعشرون لوحة  توزعت بين الزيت وطريقة إلأكرليك، تلك هي حصيلة أعمال التشكيليَّة ريام الحاج، التي قدمتها في معرض شخصيّ أقيم على قاعة (كاليري زوايا) في مدينة دمشق، تحت عنوان (أثير). وريام فنَّانة تشكيليَّة سوريَّة. من مواليد 1991 مدينة سلميَة، حاصلة على شهادة كلِيَّة الفنون الجميلة/ جامعة دمشق ـ قسم التّصوير 2017، استخدمتْ مادَّة (الرِّيزين) لأول مرة ووظّفتها في فنّ الزَّخارف، وقدَّمتِ اقتراحها الجديد حولَ (زخارف الرِّيزين الدِّمشقيّ)، حيث ستُقيمُ معرضاً بأعمالٍ من تصميمها وتنفيذها في هذا الإطار في مدينة نيويورك في الولايات المُتَّحدة الأمريكيّة في صالة (Agora Gallery)، والجهة المُنظِّمة له هيَ: (Agora Gallery International) خلال العام الجاري.

من خلال النظرة الشاملة لأعمال الفنانة مرام الحاج، يتجلى اتجاهها وميولها نحو استعمال الطابع  التجريدي الهندسي، فأعمالها تثير الدهشة والاستغراب فما سر ذلك يا ترى؟ قالت الفنانة الحاج في حوار معها: أن لوحاتي لها ابعاد كثيرة من خلال مزج تقنيات متنوعة وخاصة بي، كالتحوير والاختزال غير المألوف وتظهير الجسد عبر مساحات بارزة وألوان صريحة على خلفية مختزلة بمساحات تجريدية هندسية غير تقليدية، وأرى من وجهة نظري الشخصية أنني أحاكي عبر ألواني الجانب الطفولي عند المتلقي واتمنى أن أكون محقة في الاعتقاد أن ألواني تجذب العين لأنها تخاطب الانفعالات في المرحلة الأولى ليبدأ المتلقي بعد ذلك في التفكير بدلالات لوحتي ..

وتحدثت عن تطلعاتها المستقبلية: اتطلع إلى تعميق تجربتي والسعي قدر ما تمكنني الظروف من البناء عليها وتجاوزها. أظن أن الأجمل في الفن هو متعة الفنان مع لوحته قبل أي شيء آخر.

*تتميز ريام بأسلوب فريد يتوزع بين مساحات وخطوط وابعاد هندسية تجريدية هذا ما ظهر في جميع أعمالها تقول: استطيع القول إنني تشربت قدر الإمكان من كل مدرسة ومن كل فنان اطلعت على أعماله وحياته، وقدمت خلاصة هذا المخزون البصري في لوحتي، من وجهة نظر نقدية تبدو لوحاتي أقرب إلى التعبيرية بما يرتبط بالجسد وأقرب إلى التجريدية بما يرتبط بالمساحات والخطوط والابعاد الهندسية التجريدية.. ثمة أبعاد وحشية في توظيف الالوان وأبعاد واقعية وربما تكعيبية في بعض اللوحات.

واما بالنسبة لموضوع اللوحة ومضمونه لديها، وما سر الجسد فيها أوضحت: يحتل الجسد في لوحاتي موقعا مركزيا، بما هو حامل التعبير الانفعالي والعقلي للذات المغتربة في عصرنا الحاضر، بهذا المعنى 

تحاول هذه الأجساد والذوات أن تجد بعض التوازن والاستقرار في 

عالم تقتله الحروب والكوارث والمجاعات.

واجابت عن تساؤلي أرى الالام والعذابات والرزية في اعمالك، ولماذا هذا التشاؤم: ليس الموضوع تفاؤلا أو تشاؤما، إنما هو بحث الذات الإنسانية عن كينونتها في هذا العصر المعقد. وهكذا اعتقد من وجهة نظري، أن لوحاتي تقدم عالما يضج بكل التناقضات والصراعات والأسئلة في الحياة إلى حد ما.

وعن تجربتها وما هو تقيمها لها أجابت بالقول: بالتأكيد أشعر بسعادة إنجاز هذه التجربة ومعرضي (اثير)، ولكن لابد من انتظار مرور الزمن كي استطيع أن أقيم هذه المرحلة بشكل مفيد وبناء .في جميع الأحوال حاولت أن أبذل قصارى جهدي بكل صدق ومسؤولية ووفاء لهذه التجربة.