مختصّون يُناشدون الحكومة: التربية الخاصة مهملة

ريبورتاج 2023/10/16
...

 نهضة علي

تهدف القوانين الصادرة والمعدلة بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة والمعمول بها إلى تعزيز وتطوير مهاراتهم الخاصة من أجل تسهيل اندماجهم في المجتمع ودائرة العمل، وتنص على أنه كل طفل (أو شاب) يتراوح عمره ما بين 3 و 21 عاما ولديه احتياجات خاصة، أي أنه يعاني من إعاقة، وبسببها فإن قدرته محدودة على تكييف سلوكه..
 يحق له الحصول على تعليم خاص ويتم منح التعليم الخاص مجانًا للطفل في منطقة سكناه أو في أي مكان آخر، أقرب ما يمكن إلى مكان إقامته، ويشمل التعليم الخاص علاج الفيزوترابيا، العلاج بالنطق، العلاج بالتشغيل، وغير ذلك - وفقًا لاحتياجات الطفل.

اهمال
المشرف التربوي في قسم التربية الخاصة، محمد محسن أصغر، أكد في حديث أدلى به لـ (الصباح)، "أن قسم التربية الخاصة مهمل بشكل واضح ويحتاج إلى الاهتمام والدعم، وأطالب بتوفير البيئة الملائمة والملاكات التربويّة التعليميّة المختصّة بالتربية الخاصة، ونحتاج إلى دعم وحوافز لمعلمي التربية الخاصة، والى تقنيات ووسائل تعليميّة لتلاميذ التربية الخاصة توزاي قدراتهم العقلية، ونحتاج إلى برامج لتعليم أسر أفراد التربية الخاصة، وكذلك دعم وامتيازات لإدارات المدارس التي تضم صفوف تربيّة خاصّة  ثقافيّة  ومعنويّة، وادخال الملاكات التدرسيّة في دورات تدريبيّة، وشمول اطفال التربية الخاصة بالمنحة الدراسية أسوة بالاطفال الأسر المشمولة بالرعاية الاجتماعية ضمن التوجهات الرسميّة لحماية جميع الشرائح في المجتمع وعملا بالبرنامج الحكومي".
وبيّن أصغر، أن "في كركوك هناك 660 تلميذ تربية خاصة من المسجلين موزعين بين 82 مدرسة صفوف ملحقة بالمدارس من الصف الاول الابتدائي إلى الصف الرابع الابتدائي، عدا المسجلين في المدارس الأهليّة أو المراكز الخارجيّة، وهناك من لم يحصلوا على فرص تعليم وبقوا في
البيوت".
مضيفًا، أنّ "الصفوف تنتمي إلى شعبة التربية الخاصة التابعة إلى قسم التعليم العام والذي بدوره تابع لتربية كركوك ولا يملكون المكان للشعبة، وان المختصين بالشأن يسعون وبالتعاون مع جهات حقوق الإنسان وتربية كركوك إلى تحقيق الدمج التربوي، والمقصود به تعليم الطالب عبر برامج تربية خاصة لرفع القدرات التعليميّة للتلاميذ الذين يحتاجون رعاية تعليميّة، خاصة في مواد اللغة العربيّة والرياضيات، وغرف المساطر تتضمن سحب الطالب من الدرس، وتقديم درس أو درسين له بشكل منفرد".
وأضاف أصغر "يحتاج ذوو الاحتياجات الخاصة رعاية من نوعين، فقسم منهم يحتاجون إلى دعم تربوي من خلال الصفوف الدراسيّة، وهم ذوو النطق البطيء، والاطفال الذين يعانون من صعوبة في تعلّم المواد العلميّة يكون عن طريق معلمي التربية الخاصة المتوفرين، وهم ضمن الفئات القابلة للتعلّم، فيما هناك فئات عائدة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تكون نسبة العوق لديهم شديدة"، مشيرًا إلى، أن "قبول الطفل في صفوف التربية الخاصة يكون بعد التشخيص من قبل اللجنة المختصّة".

ندوات منتجة
يوضح أصغر، أنّ "مفوضية حقوق الإنسان تقدمت بطلب إلى المختصّين في التربية الخاصة لعقد ندوة لدعم شريحة التربية الخاصة من أجل الاتفاق على دعم الشريحة، وبتنفيذ برامج عمل ومناقشة آليّة عملها، وتتضمن تحفيز القوانين والتعليمات التي  تحتاجها الشريحة تتمثل بدعم مادي ومعنوي واجتماعي من اجل بناء القدرات للمتعلمين والمعلمين، ولاحداث الدمج التربوي الشامل داخل المجتمع للاستفادة منه مستقبلا، فقد كانت أهداف الندوة نشر ثقافة التربية الخاصة بالمجتمع وتحقيق الدمج التربوي، وإلغاء نظرة التهميش من قبل أقرانه في المدرسة للطالب المعاق، ومحاولة تطوير الدمج التربوي الشامل حيث يشمل جميع المواد واحتواء الشريحة بما تعانيه من شبه تهميش لأنَّ معظمهم من الطبقات الفقيرة".

فئات مهمَّشة
مدير مركز الإرادة التخصصي علي محمود، أكد لـ (الصباح)، أن "تعليم الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يتم وفق برنامج AB والمبني على اساس تحليل سلوك الطفل وتعديل سلوكه، وهو علم قائم بحد ذاته، وله طرق مختلفة حسب الفوارق الفردية لكل طفل، ومراحله تتضمن أن يتم أولًا تشخيص المرض أو العوق ونسبته  وتقييم مهارات الطفل، ووضع الخطة الفرديَّة لعلاج الطفل وتعليمه نقاط القوة ونقاط الضعف ورسم خطة تناسب شخصية الطفل". مضيفًا أن "الفئات المشمولة هم أطفال طيف التوحد، وصعوبات التعلّم والنطق واضطرابات النطق، واطفال متلازمة داون بنسبة محددة، والاضطرابات النمائية، وعند مرحلة التدريب يتم تحديد مدى استجابة الطفل ونسبة الاستجابة يتم تعليمه من قبل مختصّي القراءة والرياضيات، وما بعد الرابع الابتدائي يكون مع الأسوياء ويستقبل جميع المواد بعد المعالجة"، وبيّن، أن "هناك 70 حالة مسجلة في مركزه".