الملل.. فيروسٌ يتسللُ لمفاصل حياتنا

منصة 2023/10/16
...

  سرور العلي

الشعور بالملل الدائم بات هو الغالب لدى الشباب من كلا الجنسين، حيث إن البقاء على نفس الوتيرة السريعة للسنوات، وتكرار الأحداث فيها وكذلك الظروف أيا كان نوعها، قد تجعل ذلك الأحساس يطغي على كل التفاصيل التي يعيشونها، وما عليهم سواء تقبلها حتى لو كان على مضض، أو الاجتهاد بالبحث عن سبل لتغيير منهج أيامهم، بخوض التجارب الجديدة التي تصنع لهم كيانا آخر، وتمنح حياتهم معنى حقيقيا وقيمة عالية تحيي شغفهم المفقود.

هناك من يقاوم الملل ويسيطر عليه، من خلال القيام ببعض الأنشطة وممارسة الهوايات، ومنهم نور هشام إذ لفتت إلى أنها تحاربه بصناعة الحلويات، ومشاهدة الأفلام أو سماع الموسيقى، وإدارة شؤون البيت».
أما زينب علي فتقوم بقراءة الكتب والروايات، ووضع ملخصات عنها للاستفادة منها، وتطوير مهاراتها في المطالعة والبحث، وتقوية اللغة العربية الفصحى لديها.في حين السفر والرحلات الترفيهية وارتياد (الجم) هي الطرق التي يلجأ لها حيدر للتخلص من حالات الملل التي تصيبه
أحيانا.

أفكارٌ سلبيَّة
د.ايمان زيدان، استشارية نفسيَّة وأسريَّة لفتت إلى أن الملل والكسل من العادات السيئة، التي تؤدي إلى العجز والخمول، فقال الرسول (ص)، لا تتمارضوا فتمرضوا، لذلك من الضروري الابتعاد عن تلك العادة، والحد من الأفكار السلبية، والتقرب من الأشخاص الذين يشجعوننا ويقدمون لنا الدعم، وممارسة الرياضة لتنشيط الجسم، والتركيز على هدف معين نطمح لتحقيقه، والبدء بالمهام السهلة ثم الصعبة، وتنظيم الوقت والتجديد في حياتنا، وملء وقت الفراغ بأشياء نافعة وأنشطة وفعاليات شتى، والتطوير من المهارات بتعلم هوايات جديدة، وقضاء وقت ممتع مع الأسرة.

الكسل الوظيفي
من جهته أوضح عبد الله حميد مرزوك، رئيس قسم في جامعة بغداد، وأستاذ جامعي  “كثيرون يشعرون بالملل في العمل، واعتقد بسبب الروتين الوظيفي، ويكون بشكل قاتل ما يدفعهم للتغيب والتهرب، وعدم مراعاة المهام الموكلة إليهم، ويوجد كسل على مستوى كبير، يصل حتى إلى شخصيات وبأماكن مهمة، وكل هذه لها نتائج سلبية على المدى البعيد، والتسبب بالأحباط وترك آثار نفسية وجسدية، ولكي نتجاوز هذا الملل دائماً توجد فكرة أن ديكور المكتب يتغير، فنحن نلاحظ أن النساء في منازلهن يقومن بتغيير الأثاث، لذا الكثير من الموظفين يجب أن يغيروا أثاث مكاتبهم، من خلال تزيينها بالورود، وتبديل أماكن الجلوس، ووضع بعض المقتنيات البسيطة التي تعطي بهجة وفرحا من صورة لمنظر طبيعي أو لوحة فنية، ما تساعد على التجديد في العمل.
كما أن الابتكار له دور بتجاوز الروتين، فالموظف حين يبدع سيعطيه ذلك ثقة بنفسه، وأي عمل لا يوجد به ابتكار وتجدد يعيش صاحبه بملل وظيفي دائم، كذلك فإن الدورات التدريبية تساهم بشكل أو بآخر بالحد من الملل، والالتحاق بهذه الدورات سيفتح آفاقا جديدة، عن طريق رؤية الأفكار الجديدة، ومواكبة التطور الحاصل، كما أن منح الإجازات للموظف مهمة جداً، للاستمتاع بوقته بالسفر والتنزه، وخلق نفسية
إيجابية».

آفة العصر
كما يعتبر جلال الحسناوي، مدرب تنمية بشرية الملل آفة من آفات العصر الحديث، مبينا: أغلبنا يمر بهذا الشعور، وأحياناً ينتابنا الشعور بضرورة الخروج من ملعب الحياة، والجلوس كمشاهد يراقب من بعيد دون اي رغبة في المشاركة في أحداثها، مما يجعل الإنسان محبطا، ويشعر بعدم الاستقرار الداخلي، وهذا الشعور غير محدد بفترة عمرية، وهنالك العديد من أسباب الملل، ومنها الابتلاءات ببعض المصائب المتكررة، كفقدان بعض الأحبة أو عدم تحقيق هدف، والقيام بنفس الأعمال وبنفس الطريقة أضافة إلى مصاحبة الأشخاص السلبيين والبعد عن الحياة الاجتماعية بوجود التكنولوجيا الحديثة، وعدم الشعور بأهمية الوقت.
 وللتخلص من هذه الآفة هنالك بعض النصائح، ومنها الابتعاد عن الشيء الذي مللت منه لفترة والرجوع إليه مرة أخرى ستجده جديدا وستنجذب إليه، وضرورة التنوع في التعامل مع من حولك، وابتكار أفكار جديدة وطرق ممتعة، والقيام بنزهة مع بعض الأصدقاء وكسر الروتين، والتعامل بشكل صحيح مع الوقت، والتفكير في المواقف المضحكة والطريفة
 والمسلية.