المراهقون.. الأسرة قد لا تكون كافية

منصة 2023/10/17
...

 بغداد: نوارة محمد

تربية الأبناء مشقة طويلة الأمد، فهي ليست مسؤولية الأسرة وحدها وإنما تتصل ببنية المجتمع وتماسكه وتوفر الانضباط في المدارس وبكل نواحي الحياة الأخرى، لذلك يبدو قلق التعامل مع الأبناء المراهقين حساسا جدا.تقول سهيلة غالب وهي أم لثلاثة ابناء بسن المراهقة، إنها: تفرض رقابة مشددة على أبنائها ولكن هذا لا يكفي.

وتضيف: لا يمكن أن تكون التربية الاسرية سليمة بمعزل عن مؤثرات اجتماعية وتربوية أخرى، منها ما يتصل بالمدرسة والتعليم، وغيرها له علاقة بالمجتمع كمنظمة راعية للأخلاق.  

وتتطرق سهيلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت وما تفرزه من أفكار اغلبها غير صالحة لمجتمعنا وهي تؤثر بشكل قوي في مدارك المراهقين وتجعلهم ينجذبون إليها.

أما عادل عبد الكريم وهو مدرس اعدادي فيقول: علاقة الاستاذ بالطالب باتت معقدة جدا، إذ إنّها محكومة بالانفلات في بعض الاحيان بسبب الهجمة الالكترونية التي لا نملك الوسائل لتنظيمها أو ردع تأثيراتها في 

شبابنا. 

ويتابع: لم نعد نؤثر في عقلية الطلاب وهناك فرق هائل بين ثقافتنا وثقافتهم وهم يستطيعون تجاوزنا كونهم يفكرون بطريقة منظمة ويفهمون بعضهم البعض. 

ويشير عادل إلى أنّ ضعف المجتمع العراقي بسبب تلاحق الازمات أدى إلى هشاشة المنظومة الأخلاقية، وبتنا لا نقدر على تحديد الخلل لاصلاحه.

وطالب الباحث الاجتماعي مروان عبد العليم الجهات المعنية بالتصدي للظواهر الاجتماعية المخلة كتعاطي المخدرات والتسريب من التعليم، وايجاد فرص عمل كريمة للشباب، لأن هذا يدخل في إعادة بناء الهيكل الاجتماعي، وسد الطريق أمام الجريمة بانواعها. وقال: على الجهات المعنية وضع خطط لاعادة تأهيل المجتمع، وزيادة فرص العمل، واعطاء آمال يمكن تحقيقها، كي نعيد السيطرة على ملايين من الشباب الذين يشكلون نسبة 65 بالمئة من الشعب العراقي.

وأضاف مروان: نحن أمام انهيارات كثيرة وشبابنا يدفعهم اليأس إلى الانحياز نحو الافكار المستوردة، علما أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت من أهم مصادر التوجيه لدى الشباب وهذا الأمر في غاية الخطورة وسيؤدي لاحقا إلى الانهيار التام 

والمفزع.

ويتابع: الاسرة وحدها غير كافية للتربية وتحقيق الانضباط، فهي لم تعد المصدر الاساس لتلقي التوجيهات. العالم الآن لم يعد عالما متحفظا فشبابنا في تواصل دائم من اقرانهم في مجتمعات أخرى، وهذه تغري في تبني الأفكار الهدامة واشاعة التفكك، لذا على الجهات الحكومية الانتباه والتخطيط لإعادة بناء المجتمع العراقي وازاحة المفاهيم الدخيلة عنه.