بغداد: قاسم موزان
لعلَّ من البديهي أن تتوفر الشروط الأساسيَّة للإعلان الناجح للتسويق عن المنتج، من خلال تحديد الهدف الأساس منه، والجمهور المستهدف من الإعلان التجاري، أو الموجه لزيادة المبيعات والإقبال على المعروض السلعي، وهناك ايضا إعلانات موجهة لغاية ما، ذلك كله من أجل خلق تفاعل مع المتلقي لهذه السلعة أو تلك، وتسعى الشركات إلى اختيار تصميمات استقطابية بألوان جاذبة، تثير التساؤل والفضول، وعناوين واضحة بلغة سليمة، سواء أكان الإعلان مرئياً أم مقروءا، وتطوير هذه القواعد معمول به في العالم، مع مرونة عالية في التغيير لكسب المزيد من الأرباح.
قطع الإعلان بأنواعه أشواطاً بعيدة للتميز والتأثير، لترسيخه في ذهنية المتلقي مع الإفادة من التكنولوجيا ببصمات حداثوية مؤثرة، إلا أن ما نراه في شوارع العاصمة هو فوضى إعلانية بعشوائية مضطربة، من حيث النص اللغوي والضعف التعبيري في استقطاب الجمهور المستهدف في الترويج التسويقي للمعروض السلعي المعلن عنه.
التهالك اللغوي ورثاثة الصياغة، التي تفتقر للبلاغة المقنعة في أبسط أشكالها، والانغماس شبه الكلي والسقوط في فخ اللهجة المحكية، بجمل طويلة لا تسمح للمشاهد بقراءة النص المكتوب في الإعلان، الذي يفترض أن يتسم بالاختزال والتكثيف، لأن اللغة الإعلانية تختلف عن غيرها في الإطالة او التشبيه، وصولا الى الهدف المباشر منه مثل “اعلان حليب أطفال.. راعي طفلج “ وآخر يقول: “شوكت تسوون ليزر، طلتك بتحكي” ويعتقد المعلنون أن استخدامهم اللهجة الدارجة يقربهم من الجمهور، متناسين أن العراقي يفكر ويتحدث باللغة الوسطى وجل كلامه منها، وإذا ما استخدم المعلن اللغة العربية الفصحى، فيقع في المحظورات اللغوية من حيث الإملاء والقواعد الإعرابية والصياغة السليمة، أما الجانب الآخر فهو الهزالة في التصميم، وبعضه يأتي مستنسخاً من إعلان عالمي آخر ولكن بصورة مشوهة، فضلاً عن ذلك أن تكرار الإعلان بفواصل مكانية قصيرة تبعث على الملل، ولم يأخذ المعلنون بعين الاعتبار حجب الاعلانات للرؤية البصرية في الساحات والجزرات الوسطية.