قصائد للمعركة

ثقافة شعبية 2023/10/19
...

كاظم غيلان 



بادر شعراء العامية العراقية لأصدار مجموعتهم المشتركة (قصائد للمعركة) عقب حرب حزيران 1967 وكان لها صداها الطيب، وخصص ريع الكتاب لدعم العمل الفدائي الفلسطيني. 

وبهذه المبادرة سجلوا السبق الثقافي الذي يفصح عن تضامن الثقافة مع القضايا الوطنية والحقوق المشروعة لشعب فلسطين الذي يخوض اليوم معركته مع العدو الصهيوني على أرض قطاع غزة المحتل.

لقد شارك في هذه المجموعة عدد من الأصوات الشعرية ذات التأثير الشعبي -النخبوي عبر قصائد ارتفع بها الوعي الشعري - الوطني ولعل من أبرزها (كريم محمد حمزة، طارق ياسين، عزيز السماوي، مجيد جاسم الخيون وآخرون) 

لم يكونوا هؤلاء الشعراء من المنضوين تحت جمعية الشعراء الشعبيين التي كانت واجهة وحاضنة للاتجاه التقليدي في هذا اللون الإبداعي والتي تفتقر لمثل هكذا مبادرات إبداعية، وهذا مايؤكد مرة أخرى تحرر الخطاب الشعري من الاطر الرسمية الصارمة التي تعمل على خنق كل ماهو جمالي - إنساني والانصراف للهامش في قضايا الثقافة.

مبادرة تلك الأسماء الشعرية في إصدارها يحسب لصالح الهوية الوطنية التي اكتسبها شعر العامية منذ ثورة العشرين يوم لعبت الاهزوجة دورها، وظلت تلك الاهازيج المشحونة بالحماس حاضرة ليومنا هذا.

كانت قصيدة كريم محمد حمزة (صحوة حلم) من بين قصائد المجموعة الأكثر وعيا وسطوعا: 

اكتبلك سوالف بيض 

اتهجس حلم عشناه 

اشكد خيبة حلمنه اتغيض

اتهجس عذاب الكاع مصلوبه 

المسيح اتراب حزنه يفيض 

يتنطر علامة سرك المفتوح 

كلمه اتعجز النسيان 

خطوه ابكل مسافه اتلوح 

وجه الله بمزار ابعيد 

ضاعت لهفة الزوار بدروبه 

ولفت عنده حمامة نوح 

رجع للغمد تاريخ سيف المعركه

المجروح 

وافرح من يجيك الموت 

كلشي ايصير الك مسموح 

وإذ أشرت لهذه القصيدة فهذا لا يعني انتقاصي من التجارب الأخرى التي شاركت بقصائدها في هذه المجموعة كتلك التي كتبها طارق ياسين :

نحتنه من غبار المعركه 

اخيول البطولات لعرب ضمر 

اخذني ابجف اليرامون 

وبصدر العدو اتكسر