عزيز عبد الجبار.. رحيلٌ مبكر

ثقافة شعبية 2023/10/19
...

 كاظـم السيد علي 

                        

برحيل الشاعر عزيز عبد الجبار تعرضت مسيرة الأدب الشعبي العراقي إلى خسارة  لا تعوض  وذلك لما كتبته قريحته من قصائد وجدانية ووطنية وعاطفية، فهذا الإنسان المعطاء والطيب لم يقف عند حدود القصيدة، بل كان له باع طويل في ميدان الاغنية والانشودة والاوبريت الغنائي رغم  الظروف الصحية ومشاكلها التي  تقيد من حركته، كان له تعاون ملموس مع ملحنين منهم الفنان ماهر أحمد والفنان حيدر محسن والفنان البصري الكبير نجم مشاري الذي لحن له مؤخرا أنشودة 

مدرسية.

 ففي  السماوة الجميلة مدينة النخيل الغافية على نهر الفرات، و مدينة المبدعين في الثقافة والأدب والفن والشعر، مهد الطفولة والشباب بدأ الشاعر عزيز.. فيها محطات عمره وذكرياته الجميلة أصبح واحدا من أبرز 

شعرائها  :

چابعديش جاي وتذكر الماضي 

چابعديش گلبي اعليك مو راضي 

وأذا انت أصبحت دكتور عالجني!

هاي اگبالك أعراضي 

سهر وهموم مامش نوم بفراشي 

أصبحت گاضي

اذ تمكن من ترسيخ اسمه في هذه التجربة الشعرية العامية، متأثرا بشقيقه الاكبر كاظم عبد الجبار  الشاعر الغنائي الذي  كرس حياته في كتابة الشعر وخاصة الغنائي، عمل لفترات طويلة في الإذاعة وكتب لمعظم المطربين أجمل الأغاني أذكرمنها" اتنه اتنه وأبو حجايات البرسيم لفاضل عواد وتعاليلي لعبدالله رويشد ولا يا هوى  لمائدة نزهت ويا حبيبي للمطربة هناء وشوكك لواني لمظفر عبادي 

 وغيرها.

 فمن تلك الفترة لمعت موهبته الشعرية فأحب الشعر وتعلق به فأصبح جزءا لا يتجزأ منه  نتيجة ملازمته لزملائه جيل الثمانينيات، فهذا الجيل جيل ذواق ومثابر نتيجة تأثره بجيل الذي سبقه أي جيل (السبعينيات) وعمالقته الكبار والسير على خطاهم، فيعد الشاعر الراحل عبد الجبار واحدا من هذا الجيل.وكان قريبا منهم دائما، وتربطه بهم علاقة صداقة طيبة ويشعر بأنهم يبادلونني نفس الشعور وكان دائما يضع نفسه وبتواضع في آخر القائمة لأبناء جيله. 

كما وصفه لي في احد حواراتي معه.كان شاعرا متواضعا جعل له حضورا دائما في المشهد الشعري بين زملائه من معاصريه ومع جيل الشباب فكان يكتب من واقع حياته اليومي.