انهت شركة محلية تأهيل احدى اقدم العيون المائية في قضاء عين التمر بمحافظة كربلاء بكلفة تجاوزت 50 مليون دينار.
وقال قائممقام القضاء الحقوقي رائد فضال المشهداني لـ”الصباح”: ان العيون المائية تعد مصدرا سياحيا وجماليا وبيئيا وزراعيا، الا انها تعرضت للجفاف خلال الاعوام الماضية مما ادى الى تراجع الحركة السياحية فيها، وكذلك المساحات الزراعية.
واضاف ان العمل جاء بجهود الادارة المحلية في كربلاء وبلدية القضاء، حيث تم تخصيص مبلغ 12 مليون دينار، فضلا عن تعاون المواطنين الذين زودوا المشروع بآليات ثقيلة ومواد أولية كالحجر والسمنت، ومبالغ المتطوعين التي تجاوزت 50 مليون دينار.
واشار المشهداني الى ان عين السيب التي تعد احدى اكبر واقدم العيون المائية في القضاء انجزت بعد ان تمت إعادة التأهيل والصيانة وإكمال بناء أجزاء من السياج الخارجي ودفن الأكتاف وعملية تغليف باطن العين بمادة الرقائق المطاطية العازلة ومن ثم ملؤها بالماء.
ولفت الى انه من المؤمل تنفيذ بعض اعمال الإنارة وصبغ الأسيجة وتأهيل طواقم الضخ خلال المدة المقبلة والأعمال الأخرى، مبينا ان اهالي المدينة يطالبون بتأهيل بقية العيون التي يصل عددها الى سبع وهي عيون الزرقاء والحمراء وأم الكواني وأم طير والسيب والقيامة والمالح، فضلاً عن 20 عينا فرعية صغيرة تعد من ملامح المدينة السياحية وهي توفر المياه لآلاف الدونمات
الزراعية.
وبحسب المشهداني فإن هذه العيون التي يطلق عليها ايضا عيون الماء الكبريتية تعد من اهم المرافق التراثية والحضارية، حيث ارتبطت باسم القضاء وكانت تروي مساحات زراعية تزيد على ثمانية آلاف دونم من البساتين المزروعة بأشجار النخيل والرمان وأنواع الفواكه والخضراوات التي تمثل المصدر الرئيس لنسبة كبيرة من مواطني القضاء.
وبين انه بعد انخفاض مناسيب المياه الجوفية لاسباب عدة منها طبيعية وجغرافية وانسانية ضعف تدفق العيون بشكل تام منذ العام 2005، حيث قامت الحكومة المحلية بالعمل على توفير البدائل لمعالجة أزمة الجفاف والعمل على اعادة تأهيلها وبذلك بذلت جهودا كبيرة مع وزارة الموارد المائية منذ تلك المدة، إلا انها لم تصل الى نتيجة بسبب تعذر توفر الأموال اللازمة لهذه المشاريع وغيرها من الاسباب الأخرى.