ياسر المتولي

حقيقة كان فرصة ثمينة ومهمة هذا المؤتمر ولأول مرة منذ ما يقرب من 20عاماً لم يحدث أن انعقد مؤتمر بهذا القدر من الاهتمام والتركيز على أبرز القضايا والتحديات التي يواجهها قطاعنا المصرفي وشريكه البنك المركزي العراقي على مرمى ومسمع من كل المعنيين .
لقد اتسم بشفافية قل نظيرها وأقول لأول مرة كونه اختزل كل التحديات بفترة وجيزة أمدها 8 ساعات يوم عمل واحد تواصل فيه عرض التحديات بالمجمل.
نعم لم يتمكن هذا المؤتمر من تقديم الحل النهائي للمشكلة إنما حدد متطلبات الحلول والتي تحتاج إلى تضافر الجهود من أجل اجتياز محنة القطاع المصرفي .
لقد أفصح  المؤتمر بكل صراحة ووضوح عن الخلل وعن مستقبل العمل المصرفي الجديد  خلال المرحلة المقبلة .وأتمنى من كل مصارفنا التي هي محط اهتمامي وبحوثي على مدى أكثر من أربعة عقود ضمن تخصصي المهني والدراسي أن تتقبل الأمر الواقع من أن لا مفرَّ من ممارسة العمل المصرفي الصرف وعدم الاعتماد على منتج النافذة الذي سيغادرنا كلياً مطلع العام 2024 وأمامكم مدة ثلاثة أشهر لترتيب بيوتكم المصرفية لتتماشى مع الواقع الجديد .
وبدا جلياً أن لامناص من رفع رؤوس أموال المصارف بكل الوسائل ومن بينها الاندماجات لتمكينها من توفير متطلبات اعتماد العلاقات الوطيدة مع البنوك المراسلة والتي تستند إلى الملاءة المالية كضمانة للتعامل مع البنوك المراسلة اضف إلى ذلك العمل على ترسيخ قيم وأصول وضوابط المعايير الدولية في التعاملات المصرفية .
واعتقد جازماً أن البنك المركزي سيغادر النشاط المصرفي ويتركه إلى المصارف لينكفئ إلى أهدافه ومسؤولياته وفق القانون والمعروفة برسم السياسات النقدية والمحافظة على الاستقرار النقدي حيث سدَّ بمبادراته المختلفة فراغكم عن ممارسة النشاط المصرفي الصرف في القروض والائتمان .
فحان الوقت للتهيؤ للمشاريع العملاقة والتي من المؤمل المباشرة بهاء فعلياً إن شاء الله تعالى ومن بين أبرزها طريق التنمية ومتطلبات الشركات للخدمات المصرفية المتطورة وكذلك الاستثمارات الكبيرة التي ستدخل العراق .
هذا مارشح لدي من أن انطباعات أشَّرتها طروحات المؤتمر ويقيناً أن البقاء للمصارف التي ستتكيف مع متطلبات العهد الجديد وأقصد العمل المصرفي الجديد .
8  ساعات متواصلة من الطروحات والرؤى أغنت مسيرة وتحديات عشرين عاماً من الأداء المصرفي المتعثّر يوم عمل انقضى في المؤتمر المصرفي الأول بكردستان مؤخراً .