بغداد : شكران الفتلاوي

حدد عدد من خبراء الاقتصاد، جملة عوامل كفيلة بإنجاح توجُّه البنك المركزي الأخير والخاص بفتح صيرفات لبيع الدولار بشكل مباشر للمسافرين في مطار بغداد، مؤكدين أن أبرز تلك العوامل التي من شأنها إنجاح التجربة والمساهمة بالحد من ارتفاع العملة الخضراء، هو متابعة المشروع ومنح تخصيصات كافية لتلبية الطلبات المتزايدة من قبل المسافرين.
وفي خطوة تهدف إلى الحد من "تسلق" العملة الأجنبية، الذي بلغ سعر صرفها حدود الـ160 ألف دينار لكل 100 دولار، افتتح البنك المركزي مكاتب صرافة في مطار بغداد، بهدف تسهيل آلية حصول المسافرين على الدولار، غير أن مختصين آخرين يرون أن تلك الخطوة "وقتية" ولا يمكن أن تعالج الخلل من جذوره، داعين إلى ضرورة اتخاذ قرارات اقتصادية صارمة من شأنها وضع حد لما وصفوه بـ"انفلات" الدولار.
وعلى الرغم من الإيجابيات المتوقعة من خطوة المركزي، لاسيما في الحد من تزايد طلبات المسافرين على شراء الدولار من السوق الموازية، بيد أن الخبير المالي، الدكتور عمرو هشام، يرى خلال حديث لـ"الصباح" أن "الإجراءات الأخيرة التي قام بها البنك المركزي العراقي بفتح منافذ جديدة لبيع الدولار في مطار بغداد، لم تعد كافية للسيطرة على ارتفاع سعر العملة، كون حصص شركات الصيرفة، قد تم تقليصها لذا فإن ذلك لن يعوِّض النقص الحاصل، وهذا الأمر كفيل بعدم كسر الحاجز النفسي وبالتالي صعود الدولار". وأعرب هشام، عن خشيته من أن تستمر عمليات المضاربة، وبالتالي  يحصل ارتفاع جديد للدولار، لافتاً إلى أن فتح مصارف للمسافرين، إجراء غير كافٍ، مالم تتم متابعتها بشكل مستمر ودائم.
على الصعيد نفسه نوه الخبير الاقتصادي الدكتور نبيل المرسومي لـ"الصباح"، بأن الخطوة الجديدة للبنك المركزي العراقي يمكن أن تحقق نجاحاً واضحاً في حال توفير السيولة النقدية المستمرة من الدولار للمسافرين في تلك الصيرفات، لافتاً إلى أن البنك المركزي نجح عبر تلك الخطوة في القضاء على أحد أهم المشكلات التي يعاني منها المسافر العراقي، ناهيك عن وضع حد لتهريب جزء كبير من دولارات المسافرين.
 موضحاً أن "الأمر لا يتعلق بالمكان فقط وإنما في مدى قدرة البنك المركزي وشركات الصيرفة على توفير سيولة مستمرة غير منقطة".
وكان محافظ البنك المركزي علي محسن العلاق، قد افتتح مؤخراً، منافذ جديدة لبيع الدولار في مطار بغداد.
وشدد العلاق وفقاً لبيان، على "سرعة إنجاز المعاملات من قبل المصارف الحكومية وشركات الصرافة التي تبيع الدولار للمسافرين في مطار بغداد الدولي كون ذلك محدداً بوقت معين" مؤكداً أن "خطوة فتح منافذ جديدة في المطار ستكون لها تأثيرات إيجابية  لا سيما أن حصول المسافر على حصته من الدولار يستغرق وقتاً قصيراً" .
ولفت إلى أن "عمل شركات الصرافة في المطار سيكون متابعاً من قبل البنك المركزي وسلطة الطيران المدني، فضلاً عن فروع المصارف المفتوحة والتي تمارس عملها في تقديم خدماتها للزبائن ومنها بيع العملة الأجنبية للمسافرين" .