سهاد حسن: حب الاعلام قربني من الناس

الصفحة الاخيرة 2019/05/11
...

بغداد / فاطمة رحمة 
ترى المذيعة سهاد حسن، أن هناك فلسفتين للاعلام المعاصر.. نظرية، في الجامعات المتخصصة والتطبيقية، تظهر في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، يحكم هذه الفلسفة  الموضوع والمنهج، وهناك نظريات عامة في الاعلام  كالنظرية البحثية ونظرية المسؤولية الاجتماعية والمشاركة الديمقراطية وغيرها، والاعلام هو المصدر الاساس للاخبار وآراء الناس وردود افعالهم مما يجب ان يخضع للتخطيط والقياس.. رجع الصدى، والنظرية الاعلامية هي مجموعة الحلول للمشكلات بما يسمى (فلسفة الاعلام المعاصر) وهي المفاهيم التي تستند اليها العملية الاتصالية والاعلامية والمذيع احياناً ينحصر دوره فيما يقرأ وكيف يقرأه، وهو ليس مسؤولاً عن المحتوى وما فيه، فتلك هي مسؤولية الجهات التي ارسلت
 الخبر.
وقالت: “الاعلام جزء من كل الثقافات، وهو الوجه المتحرك للحياة ذاتها.. يتفاعل وفق اشتراطات العقل الاعلامي المتفتح على التجارب المماثلة والمستند الى نظريات راسخة عبر تحديد المشكلات وصيغ التعامل معها؛ لوضع الحلول المناسبة” مؤكدة: “هو بالاصل ثقافة تستند الى اسباب موضوعية ويرتبط ببقية الثقافات بوشائج متينة”.
 
أواصر
وأضافت المذيعة حسن: “الاعلام صوت وصورة واواصر اجتماعية مما يوحد الثقافات ويقرب المسافات، والدليل تلفزيون العراق الاقدم عربياً، هو خلاصة طيبة للعلاقة الوطيدة بين التلفزيون وجمهوره، برغم بساطة ما يعرض” متابعة: “السوشيل ميديا لم تزح التلفزيون، لكنها اثرت عليه؛ لسهولة حملها والتعامل معها في كل مكان ووقت ووفرت لمستخدميها مشاركة حيوية وواسعة وسريعة؛ يعجز التلفزيون عنها، لكن المشكلة الرئيسة في السوشيل ميديا هي انعدام الرقابة او تساهلها ان صح التعبير والحرية المطلقة، وتلك ليست محمودة العواقب.. وتحتاج دراسات تربوية وفكرية عميقة للافادة منها وعدم التضرر”.
وأشارت الى ان: “الاحساس بحب مهنة المذيع قربني من الناس، كنت احرص على التطور والافادة من اهل الخبرة؛ ممن سبقوني الى الشاشة الصغيرة.. آخذة بملاحظاتهم، واؤمن ان المذيع هو حالة خاصة يجمع كل الصفات الضرورية؛ فعليه ان يكون جيد الصوت متمكناً من لغته وحلو المعشر وضيفاً مقبولاً من الاخرين.. كل شيء ببساطة ومن دون مبالغة في الشكل والجوهر” مبينة: “صقلت موهبتي بالدورات التدريبية التي يديرها اكفاء من الاساتذة المختصين في شؤون اللغة والاداء والحضور الى غير ذلك من مستلزمات المذيع الناجح، وكان حرصي على ارضاء المشاهد كبيراً من خلال احترامه والعناية  بما يقدم له من  مواد اعلامية بشكل مقبول ومؤثر، المشاهد هو الهدف ومهما كان تعليمه وثقافته فانه محور عملي في الشاشة فمن دون مشاهد يتابعنا نفقد اهم مقومات النجاح في عملنا الاذاعي والتلفزيوني”.
 
 معوقات
وأوضحت سهاد: “اي عمل في بدايته يصطدم بمعوقات، لان التجربة بحد ذاتها جديدة، ولم يكن العمل في التلفزيون متاحاً للجميع؛ لابد من توفر مستلزمات؛ لذا ادركت انني لن انجح الا بعد ان اؤمن بمهنتي واطورها واتطور معها ولا اكتفي بمجاملات الاستحسان العابرة.. اهتم بالملاحظات واعمل على تجاوز السلبيات محترمة ذوق وفكر المشاهد” مواصلة: “افضل الاعتدال في كل شيء والابتعاد عن المبالغة وارى ان المشاهد اذكى مما يتصور البعض وهو شديد الملاحظة وحساس من الطراز الاول وليس (التذاكي) عليه واعتماد الحذلقة والاكثار من الاصباغ التي تشوه الوجوه.. الاعتدال هو سر النجاح في مهنة المذيع والبساطة هي افضل وسائل التعبير عن الذات عبر الصدق والتلقائية وعدم الاكثار من الكلام من دون ضرورة او داع”.
ولفتت الى ان: “للاعلام العراقي نكهة خاصة يستفيد منها الاشقاء العرب ويتحدثون عنها ويشيدون بها، قبل ان يتحدث عنها العراقيون انفسهم، فالادباء والمثقفون والاعلاميون ورجال الفكر والمعرفة، شواخص اينما حلوا وهم فوانيس تضيء الاماكن  التي يعملون فيها.. إنهم سليلو حضارة تمتد سبعة آلاف عام من الزمن ومن بلادهم انطلقت شرائع وقوانين ومنها انطلقت الكتابة والمعرفة ولذلك كله فان حضور العراقيين عربياً هو حضور ممتاز ومحط اشادة وتقدير” مفيدة: “انا حالياً لا اعمل لاسباب عديدة يطول شرحها بالمختصر المفيد لانها ليست مؤسسات حكومية تحفظ حقوق الافراد ثانياً اكثر الفضائيات غير واضحة الاهداف او بالاحرى مشكوك في ولائها وانتمائها الى تراب الوطن وما يحدث فيه من انكسارات وغيرها، في العاصمة الاردنية فضائيات عراقية طلبتني كمستشارة او قارئة نشرة، لكنهم غير مهنيين وهدفهم مجهول...”.